
"أبي كان يقول، إنّ الضّربات التي لا تقصم ظهرك.. تُقوّيك". كلمة منسوبة لشيخ المجاهدين عمر المختار.
"أبي كان يقول، إنّ الضّربات التي لا تقصم ظهرك.. تُقوّيك". كلمة منسوبة لشيخ المجاهدين عمر المختار.
يصل الكاتب "الإسرائيلي" رونين بيرغمان في كتابه "انهض واقتل أولاً.. التاريخ السري لعمليات الإغتيال الإسرائيلية"، إلى لحظة اغتيال القيادي الكبير في حزب الله عماد مغنية (الحاج رضوان) في العام 2008. واللافت للإنتباه أن هذه الرواية الإسرائيلية "مُوجهة" إستناداً إلى ما نُشر في الصحافة الأمريكية والعبرية عموماً.
التقويم المعقول لمسار العلاقات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ أكثر من عام وحتى المكالمة الهاتفية الأخيرة، يَفترض بأن فرص واشنطن تكاد تكون معدومة، في تعديل لائحة الأهداف التي اختارت إسرائيل مهاجمتها في إيران، شأنها شأن طلبات وتمنيات صدرت عن البيت الأبيض منذ بدء الحرب على غزة ومن ثم توسعها نحو لبنان.
في ظل استمرار الولايات المتحدة وبعض دول الإتحاد الأوروبي في إرسال ذخائر وأسلحة إلى إسرائيل، تستخدمها الأخيرة في قصفها للبنان؛ يجد هذا البلد الصغير نفسه أمام تحديات متزايدة. فقد وافقت الدولة اللبنانية على فصل حرب لبنان عن حرب غزة، وبرغم ذلك، ترفض إسرائيل وقف إطلاق النار وتفرض شروطًا جديدة لا يمكن للبنان تنفيذها، مثل نزع سلاح حزب الله وفق نص القرار 1559.
تراجعت في الأيام القليلة الماضية وتيرة الغارات "الإسرائيلية" على المناطق اللبنانية، وبالأخص على الضاحية الجنوبية لبيروت، وبات التركيز "الإسرائيلي" على الميدان عند القرى الواقعة على الحافة الجنوبية للحدود حيث برزت اعتداءات مباشرة على مواقع قوات الطوارىء الدولية (اليونيفيل). كما سجل اعتداء، هو الثالث من نوعه، على المدنيين في العاصمة بيروت. وفي ما يلي قراءة في التطورات وتحليل الأسباب.
كثيرٌ ممّا يحدثُ في هذه الأيّام يُشبه لحظات محاولات الانقلاب السّياسيّ الكبرى التي عرفها لبنان منذ عام ١٩٤٨ عموماً، وتحديداً لمصلحة الأميركيّ وحلفائه وأدواته في المنطقة.. وعلى رأسها الكيان الإسرائيليّ.
لمناسبة مرور أول عام على حرب "طوفان الأقصى" بتشعباتها في العديد من الجبهات، ولا سيما في غزة ولبنان، كتب المحلل والباحث الفلسطيني أنطوان شلحت، من أسرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" (مركز بحثي متخصص بالشأن الإسرائيلي) مقالة يعرض فيها لمآلات الحرب في العديد من جبهاتها، وهذا أبرز ما تضمنته:
مشهد الحرب الإسرائيلية في لبنان، مختلف بنسبة كبيرة عن المشهد الذي رسمه حزب الله خلال السنوات الماضية عن "الحرب المقبلة". ملامحه لا تشبه ملامح ارتسمت في مخيال جمهور الحزب، عن الحرب والعلاقة مع تفاصيلها وأحداثها المفصلية.
على الأرض يحصل الناس على انتماءاتهم الإثنية والدينية والوطنية في الغالب الأعم من الأحوال بطريقة طبيعية مجاناً ودونما كلفة يتكبدونها، بل على العكس من ذلك تأتي هذه الانتماءات مصحوبة - في العادة - بحزم من الامتيازات تقع ضمن ما يسميه علماء الاجتماع بالرأسمال الرمزي إلا في فلسطين وسوريا والجزائر ومصر، ولبنان في المقدمة.
أن يظهر الرجل الأول رسمياً في حزب الله أمام الجمهور في سنوية "طوفان الأقصى" وجبهة الإسناد اللبنانية لا سيما في ضوء الضربات القاسية التي تلقاها الحزب في الأسابيع الثلاثة الماضية، فهذا أمر يحمل في طيّاته الكثير من الرسائل والدلالات.