في زمن جائحة كوفيد 19، واجهت المؤسسة الصحية الفرنسية، على غرار العالم برمته، معضلات أخلاقيّة جمة، كانت تُطرح للتفكير وتقصي المستجدات والتحديات الماثلة، ضمن إطار مؤسّساتي يُعنى بالأخلاقيات.
في زمن جائحة كوفيد 19، واجهت المؤسسة الصحية الفرنسية، على غرار العالم برمته، معضلات أخلاقيّة جمة، كانت تُطرح للتفكير وتقصي المستجدات والتحديات الماثلة، ضمن إطار مؤسّساتي يُعنى بالأخلاقيات.
لا يدعو الأمر للمفاجأة أبدًا أن تتغيّر اللقاحات، لا سيّما تلك الخاصة بالفيروسات الرجعية Retro viruses كون هذه الفيروسات الأكثر قدرة على التحوّر والتغيّر، ومع كلّ متحوّر لفيروس كورونا المستجد كان السّؤال الأول الذي يُطرح: هل ما زالت اللقاحات فعّالة؟
بات أوميكرون ـ متحور فيروس كورونا الجديد الذي أعلن عن إكتشافه منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في جنوب أفريقيا، ينتشر بسرعة في العالم ويثير الكثير من القلق والتداعيات والأسئلة.
هل هدأت جائحة كورونا في لبنان؟ هل بوسعنا خلع الكمامات والقول بأنّ الأمور عادت إلى ما قبل كانون الأول/ ديسمبر 2019 طالما أن الفيروس "فقد فعاليته"، كما يُروّج؟ ماذا عن اللقاحات التي تصل تباعًا بأعداد لابأس بها، هل قلبت المعادلة؟
تهاجر الطبقات العليا، المالية منها خاصة. ليس بسبب الكورونا وحسب، بل بسبب مصالحها المالية. ترحل مع أموالها. لا يعنيها خلاص البلد، بل خلاصها مع أموالها. لم تخسر البنوك، بل ارتفعت ثرواتها خلال الكورونا. لكنها خسرت بمعنى أن يبقى موضعها في لبنان كما كان قبل خروجها منه. فهل خسرت موقعها السياسي؟ هي جاهزة للعودة دون أموالها. وربما بقيت في بلادها دون أموالها؛ قسم منها على الأقل.
نقل موقع Military.com الاميركي عن مسؤولين في البنتاغون قولهم لمشرعين أميركيين في شباط/ فبراير الماضي، إن قرابة ثلث الجنود يرفضون تلقي لقاح كوفيدـ19. لا يشمل هذا الرقم القوات الأميركية المنتشرة خارج أراضي الولايات المتحدة. يحصل ذلك في ظل إدارة تعهدت بالتغلب على الوباء، لكن لم تصل إلى حد استخدام سلطاتها التنفيذية لضمان تلقيح 2.3 مليون فرد من أفراد قواتها المسلحة.
أصبحت قضية الإمدادات باللقاحات في مواجحة جائحة كورونا تحتل أولوية في جدول أعمال الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، في ضوء الخلاف المتصاعد بين الجانبين، وهو خلاف يتعدى اللقاحات بحد ذاتها ليتخذ أبعاداً سياسيةً وإقتصاديةً وإستراتيجيةً.
ترفض حكومة بنيامين نتنياهو مد الفلسطينيين بجرعات من لقاحات كورونا. هذا مثال صارخ لمن ينددون بنظام "الأبارتايد" أو التفوق العنصري. الصحافي الفرنسي جان ستارن (متعاون مع منظمة العفو الدولية) يسلط الضوء على هذه القضية في تقرير نشره موقع "أوريان 21" بالفرنسية وترجمته الزميلة سارة قريرة إلى العربية.
لا يكاد يمرّ يوم واحد دون أن تضيف الدراسات العلمية الجديدة أمرًا مفيدًا على صعيد لقاحات فيروس كورونا، وها هو لقاح الجرعة الواحدة ينزل إلى ساحة المعركة بعد موافقة وكالة الأغذية والدواء الأميركية على السماح باستعمال لقاح شركة "جونسون أند جونسون".
تقول النكتة في لبنان أنّه بعد دخول أحدهم إلى محل لشراء الدجاج، بدأ العاملون يسألونه تفاصيل تتعلق بنوعية الدجاج الذي يريده، وراحوا يرسلونه من طابق إلى آخر، إلى أن أجابه أخيرًا أحدهم بأنّه ليس لدينا دجاج ولكن "حلو النظام".