
كل الطرق إلى المستقبل، مستقبل النظامين الإقليمى والدولى، ملغمة تماما بانسداد الأفق السياسى فى ثلاث حروب متزامنة، غزة وأوكرانيا وأخيرا الحرب فى شبه الجزيرة الهندية بما تحمله من مخاطر نووية محتملة.
كل الطرق إلى المستقبل، مستقبل النظامين الإقليمى والدولى، ملغمة تماما بانسداد الأفق السياسى فى ثلاث حروب متزامنة، غزة وأوكرانيا وأخيرا الحرب فى شبه الجزيرة الهندية بما تحمله من مخاطر نووية محتملة.
قبل الإعلان عن الاتفاق على وقف النار بشكل مفاجىء أمس (السبت)، تأرجحت الهند وباكستان، لنحو ثلاثة أسابيع على شفير التصعيد المحسوب والحرب الشاملة. ومع أنها ليست المرة الأولى التي يحتدم فيها التوتر بين القوتين النوويتين إلى هذا المستوى الخطير منذ عقود، فقد سادت مخاوف مشروعة من احتمال حصول انفجار واسع، أخذاً في الاعتبار الأوضاع الداخلية في كل من البلدين والظروف الإقليمية والدولية.
فى يوليو/تموز الماضى، زار رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى موسكو واستقبله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين باحتضان حار. فى اليوم نفسه، شنّت روسيا غارات جوية فى أوكرانيا، ما أدى إلى إصابة أكبر مستشفى للأطفال ومقتل 41 شخصًا على الأقل. وبرغم أن مودى أشار بشكل مستتر إلى الضربة والضحايا، فإن تعليقه المهدئ فشل فى صرف الانتقادات الدولية - وبخاصة الأميركية - لرحلته وصداقته الواضحة مع بوتين.
منذ مناظرته المتعثرة في مواجهة الرئيس السابق مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، في 27 حزيران/يونيو الماضي، يكافح الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل بقائه السياسي في ظل تصاعد موجة الديموقراطيين والمتبرعين المطالبين بانسحابه من السباق الرئاسي قبل فوات الأوان.
أوفد الرئيس الأمريكى جو بايدن مستشاره للأمن القومى جيك سوليفان للسفر إلى نيودلهى قبل أن يشكل رئيس الوزراء ناريندرا مودى حكومته الجديدة. وقال البيت الأبيض إن سوليفان يعتزم «إشراك الحكومة الهندية الجديدة فى الأولويات المشتركة بين الولايات المتحدة والهند، بما فى ذلك الشراكة التكنولوجية الاستراتيجية الموثوقة».
نشر موقع Eurasia Review (أوراسيا ريفيو) مقالا حول سبب إظهار بعض الدول ــ لا سيما فى آسيا وإفريقيا وحتى فى أوروبا ــ تأييدا محدودا للجانب الأوكرانى فى الحرب التى شنتها روسيا ضده، مثل الهند التى اتخذت موقفاً محايداً، برغم أن روسيا تتخذ قرارات تُضر بمصالح نيودلهى. كل ذلك يبرز سبب تركيز أوكرانيا على الغرب دون غيره للحصول على مساعدات.
كان أهم مخرجات قمة مجموعة العشرين 2023، التى اختتمت أعمالها يوم الأحد الماضى فى نيودلهى، هو مبادرة الممر الاقتصادى، الذى سيربط بين الهند وأوروبا ويمر بمنطقة شبه الجزيرة العربية (السعودية والإمارات) وإسرائيل
في التاسع من هذا الشهر، وخلال انعقاد "قمة العشرين" في العاصمة الهندية نيودلهي، تلقى القادة المشاركون في القمة دعوة للعشاء من رئيسة الهند دروبادي مورمو، باعتبارها "رئيسة بهارات" وليست رئيسة الهند، مما أثار جدلاً هندياً ما انفكت تداعياته السجالية قائمة، فالمحتجون على ذلك رأوا في الأمر عودة إلى ماضٍ تليد يحمل في تربته أوبئة النزاعات والصراعات.
نشر موقع Eurasia review مقالا للكاتب أمب أميت داسجوبتا بتاريخ 21 سبتمبر/ايلول تناول فيه ضرورة صياغة سياسة خارجية هندية قوية تقيها المخاطر المحدقة بها من جيرانها واضطرابات النظام الدولى.
عادت أوروبا تعيش ذكريات بعض أسوأ أيامها. كان الظن أن سنوات الجوائح والأوبئة والمجاعات والحروب والهجرات، كلها ولّت إلى غير رجعة. كان الظن أيضاً أن العصر الذهبي الذي كانت تعيشه دول أوروبا لسنوات بعد انقضاء الحرب الباردة هو التعويض المناسب لقارة عانت طويلاً وكثيراً. خاب الظن، أو هكذا يبدو لنا.