لا شك أن أزمة بحجم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان كان من المُحتم أن تترك أثرها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أزمة بهذا الحجم تمر بمخاض مستمر وستفضي حتماً إلى تسويات وتحالفات وقيادات سياسية جديدة.
لا شك أن أزمة بحجم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان كان من المُحتم أن تترك أثرها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أزمة بهذا الحجم تمر بمخاض مستمر وستفضي حتماً إلى تسويات وتحالفات وقيادات سياسية جديدة.
ليس صدفة أن يهتز التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، على مسافة أربعين يوماً من إنتهاء ولاية العماد ميشال عون الرئاسية، من جهة، وإنفتاح الآفاق الرئاسية أمام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة ثانية.
بعض اللبنانيين أخذته الشماتة بـ"التيار الوطني الحر" بعد إخفاقه بتعطيل جلسة مجلس الوزراء، الإثنين الفائت، تماماً كما أن بعض اللبنانيين اغتبط وابتهج حين "هج" الرئيس سعد الحريري من الواقع السياسي الأسود الذي يطغى على لبنان، ولا يمكن إحصاء حالات مماثلة يكيد فيها بعض اللبنانيين لبعضهم الآخر بإظهار الفرحة والمسرّة إذا ضربت الفاجعة أو البليّة فريقاً يخاصم ذاك أو لا يسير على صراطه.
عنوان هذه المقالة لا يأتي من فراغ. الوقائع السياسية تتزاحم. الهواجس كثيرة والتوقيت دقيق وحساس.
ما هي نظرة باريس إلى الوضع اللبناني وتحديداً الاستحقاق الرئاسي وما هي الأجواء التي رافقت زيارة النائب جبران باسيل رئيس "التيار الوطني الحر" الأخيرة الى العاصمة الفرنسية؟
لو كان الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو صاحب نظرية العقد الاجتماعي حياً يُرزَق لوقف حائراً أمام اتفاق الطائف. في بلد العجائب لبنان، يبدو اتفاق الطائف كأنه كُتب بعقل وحبر المهاتما غاندي ولُزّم تنفيذه إلى "أبو عبد البيروتي" البارع في تدوير الزوايا وإبرام التسويات.
نشر موقع "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" تقريراً إستعراضياً للباحثة أورنا مزراحي بعنوان "الفراغ السياسي في لبنان وتداعياته على إسرائيل"، خلص إلى أن لا مصلحة لحزب الله في خوض مواجهة مع إسرائيل بل الحفاظ على معادلة الردع القائمة وأن جميع الأطراف في لبنان صاحبة مصلحة في تطبيق إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
مرت إحتفالية الطائف في لبنان بهدوء. ما كان مرسوماً لها سعودياً أنجز بنسبة كبيرة، بإستثناء الثغرة التي تسبب بها غياب الرئيس حسين الحسيني، بسبب أوضاع صحية مُدعاة، لكن قرار السعودية المفاجىء بـ"الإحتفال" بإتفاق الطائف لمناسبة عامه الثالث والثلاثين، في قصر الأونيسكو يستوجب مراجعة ولو أنها سريعة.
حكت لي صديقتي مرّةً عن إحدى تغطياتها الصحافيّة. أخبرتني كيف ذهبت في الـ 2005 مع زميلٍ لها إلى "الرابية" لمقابلة العماد ميشال عون بُعيد عودته من منفاه الفرنسي. بعد سلسلةٍ من الأسئلة والأجوبة، سألت صديقتي عون فجأةً: "جنرال.. ماذا فعلتَ بالحلي والمجوهرات التي وهبك إيّاها الأهالي لمقاومة الاحتلال السوري"؟