من الآن وحتى ليل 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، خمسة أشهر يستحيل تصوّر ما يمكن أن تشهده من أحداث.
من الآن وحتى ليل 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، خمسة أشهر يستحيل تصوّر ما يمكن أن تشهده من أحداث.
"ما بتلبق لغيرو". تستوقفني هذه الجملة دائماً، يرددها شبابٌ من جيلي. نحن الجيل الذي لم يعرف سوى نبيه برّي رئيساً لمجلس النواب اللبناني. لم نرَ سواه كي نحكم "ما بتلبق لغيرو".. والمُضحك المُبكي أيضاً، أن عمري حالياً أكبر من عمر ولاية نبيه برّي لرئاسة المجلس بسنة واحدة فقط!
بالأمس، وعلى مسافة أيام قليلة من إنتهاء الإنتخابات النيابية في لبنان، وفي أول إطلالة له على المجتمع الدولي بعد قرار تعليق عمله السياسي، وصل سعد الحريري إلى الولايات المتحدة (قاعدة أندروز)، ومن المتوقع أن يجتمع بعدد من المسؤولين الأميركيين، وذلك على هامش مشاركته في حفل تخرج نجله.
مهما تعددت القراءات السياسية المرتبطة بالإنتخابات النيابية اللبنانية، أو بنسبة الإقبال على صناديق الإقتراع، أو بقانون الإنتخاب المعمول به منذ عام 2018، فإن القراءة الأكثر حكمة وعقلانية تقتضي التسليم بنتيجة الحدث الإنتخابي واعتباره مرآة عاكسة لخيارات اللبنانيين.
الإنتخابات النيابية لعبة إنخرط الجميع فيها بلا هوادة. فكان هول النتائج التي راح يقرأها البعض من باب النكاية السياسية، وليس من باب السياسة على معناها في بناء الدولة. هناك آلاف الأسباب التي توجب قراءتها من معايير محض سياسية. وليس معاينتها من زاوية تقنية تتعلق بأرقام نالها هذا المرشح، أو أصوات خسرها آخر.
في العام 2016، شغّل حزب الله محركاته في كل الإتجاهات. ميشال عون مرشحنا لرئاسة الجمهورية. حاول إقناع القريب والبعيد، وأول هؤلاء الحليف الشيعي نبيه بري والحليف الماروني التاريخي سليمان فرنجية. في ربيع العام 2022، يُعيد التاريخ نفسه: السيد حسن نصرالله يُشغّل محركاته. يجمع الحليفين المارونيين اللدودين سليمان فرنجية وجبران باسيل. لا كلام ولا إلتزامات رئاسية، لكن المكتوب يُقرأ من عنوانه. قريباً سنسمع عبارة "... مرشحنا لرئاسة الجمهورية"!
عاد فؤاد السنيورة إلى الضوء. هي عودة ملتبسة. مبررها إنكفاء الآخرين. يريد تعويض فراغ الزعامة السنية. يعتقد الرجل أن قماشته السياسية تجعله قادراً على إرتداء الثوب المشتهى. هل ينجح أم يفشل. هذه محاولة لتشريح الدور.
لم يحظَ ملف ترسيم الحدود البحرية بأي إجماع وطني منذ عقد ونصف من الزمن. كل طائفة ومرجعية لبنانية تُغني على موالها. ما جرى غداة الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي عاموس هوكستين يشي بـ"قطبة مخفية" جوهرها عدم وضع هذا الملف "على نار حامية"، كما كان يأمل كثيرون محلياً.
أضاعت حكومة نجيب ميقاتي ستة أشهر على مفترق جملة ملفات اقتصادية وإجتماعية كان اللبنانيون ينتظرونها منها بسذاجة اليائس. والأخطر، هو فشل جولة محادثات مع صندوق النقد الدولي، بسبب تماهي الفريق الحكومي مع رغبات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التمييعية غير المتصلة بأي نية حقيقية للاعتراف بالجريمة المرتكبة بحق المودعين، الأمر الذي جعل الصندوق يعطي مهلة أخيرة هي الحادي والثلاثين من آذار/ مارس.
للمرة الأولى منذ بدء وساطتها بين لبنان وإسرائيل في العام 2012، لأجل التوصل إلى خط حدودي مشترك ينهي النزاع الحدودي البحري، نجحت الولايات المتحدة في ترك إنطباع إيجابي لدى الحكومة اللبنانية. فما هو سر الإرتياح اللبناني؟