قبل سنة تماماً، غادر سعد الحريري مبنى السراي الفخم في قلب بيروت، التي رممها والده الراحل الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ضمن خطة لإعادة إعمار العاصمة التي تحتل قلبها السراي: المقر الرسمي لرئيس الحكومة في لبنان.
قبل سنة تماماً، غادر سعد الحريري مبنى السراي الفخم في قلب بيروت، التي رممها والده الراحل الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ضمن خطة لإعادة إعمار العاصمة التي تحتل قلبها السراي: المقر الرسمي لرئيس الحكومة في لبنان.
تبدأ يوم الاربعاء 14 تشرين الاول/أكتوبر مفاوضات غير مباشرة بين وفد لبناني ووفد من العدو الاسرائيلي في مقر الامم المتحدة في الناقورة بحضور ممثل عن الامم المتحدة وتحت علمها بحضور وسيط اميركي. جاء ذلك تنفيذا لاتفاق اطار Frame work agreement تم التوصل اليه بين لبنان واسرائيل والامم المتحدة والولايات المتحدة واعلنه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في 1 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
لم تأت دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الإستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس في 15 تشرين الأول/أكتوبر، لتكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية، في سياق تفاهم سياسي مع أي طرف سياسي داخلي أو خارجي.
مع الإعلان رسمياً من نيويورك وبيروت وواشنطن وتل أبيب عن التوصل إلى إتفاق ـ إطار إيذاناً بإنطلاق مفاوضات قريبة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، برعاية دولية مزدوجة (الأمم المتحدة والولايات المتحدة)، يكون لبنان قد أدى قسطه للعلى مع دونالد ترامب.
لا أحد من السياسيين يقيم وزناً للناس. تدهور دراماتيكي متسارع في أوضاع اللبنانيين الإقتصادية والإجتماعية (تضخم، إنهيار قدرة شرائية، إزدياد معدلات الفقر والهجرة والبطالة والإنتحار إلخ). مسار سيتفاقم مع التوقف عن دعم مواد أساسية (محروقات، أدوية ومواد غذائية)، وكذلك مع تفاقم كورونا وإحتمال إنهيار القطاع الصحي، فيكون البلد على موعد قريب مع متفجرة صحية ـ وبائية كارثية جديدة؟
هبة ساخنة وهبة باردة. هذا هو حال مسار تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. مصطفى أديب يبقى مُكلفاً، لكن التأليف يحتاج إلى قرار دولي، ولا يبدو أنه بات متوافراً حتى الآن.
كما كان متوقعاً، تهيّب الفرنسيون الموقف. لا يريدون لمبادرتهم اللبنانية أن تفشل بهذه السرعة القياسية، وفي الوقت نفسه، هم ليسوا طليقي الأيدي. العنوان الموضعي هو حقيبة المالية، لكن العنوان السياسي أكبر بكثير ويتعدى الحكومة.. ولبنان. فتّشوا عن ملف ترسيم الحدود البحرية وعن الضمانة التي يمكن أن يقدمها الفرنسي للأميركيين.
إستهدفت العقوبات الأميركية للمرة الأولى شخصيتين محسوبتين على نبيه بري وسليمان فرنجية: علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. ما هي أبعاد هذه الخطوة الأميركية ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
في الشكل، ثمة خطوة سيبادر إليها الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في الساعات المقبلة: تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تتولى تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة خلال الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل. في المضمون، هذه الخطوة ستكون شبيهة بالمسلسل نفسه الذي شهده لبنان في الخريف الماضي، أي أن يصار إلى تأجيل الموعد بشكل متتالٍ حتى يتم الإتفاق على الشخصية التي ستشكل الحكومة العتيدة!
لا مبادرة فرنسية أو أميركية مكتملة في لبنان. ثمة عناوين طرحها الفرنسيون، غداة كارثة إنفجار مرفأ بيروت، أعطتها زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون زخماً حقيقياً. لاحقاً، وتحديداً بعد زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت، تبين أن الأفكار الفرنسية تحتاج إلى المزيد من البلورة، داخلياً وخارجياً.