وعد بلفور Archives - 180Post

800-2.jpg

عندما أوشكت الحرب العالمية الأولى أن تُحسم، بدأت سيناريوهات تقسيم المنطقة وتقاسم النفوذ فيها تطرح نفسها على المنتصرين. فى العام (1916) وُقِّعت اتفاقية «سايكس – بيكو» بين بريطانيا وفرنسا لوراثة الإمبراطورية العثمانية الغاربة. وفى (2) نوفمبر/تشرين الثاني من العام التالى (1917) أصدر وزير الخارجية البريطانى «أرثر بلفور» وعدًا يقضى بـ«إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين».

800-23.jpg

تختصر القضية الفلسطينية قرناً من الصراع بين مشروعين متناقضين: مشروع استعماري استيطاني إحلالي غربي غُلّف بالشعار الصهيوني، ومشروع تحرّري عربي فلسطيني حاول مقاومة التفكيك والاقتلاع. منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى قمة شرم الشيخ في تشرين الأول/أكتوبر 2025، تعاقبت المبادرات والمفاوضات، وتبدّلت العناوين من “الأرض مقابل السلام” إلى “السلام الاقتصادي”، فيما ظلّ جوهر الصراع واحداً: من يملك الحق في الأرض والهوية والسيادة؟

Bibi-Real-Estate.-BECS.-ARGENTINA..jpg

على أهمية قيادة فرنسا قاطرة الاعترافات الأوروبية والغربية الأخيرة بالدولة الفلسطينية، فإن القرار البريطاني الذي أعلنه رئيس الوزراء كير ستارمر في هذا الشأن، لقي صدى تاريخياً، أوجب المقارنة مع الوعد الصادر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917 بـ"إقامة وطن قومي للشعب لليهودي في فلسطين".

1280x960.jpg

من بين الأمور التي ساهمت في معاناة شعبنا الفلسطيني منذ العام 1948 أمور عدة سبقت هذا الاعلان لعل أبرزها اتفاقية سايكس-بيكو؛ وعد بلفور.. وهناك عامل آخر يُعرف بالكتاب الأبيض White Paper أو بالمصطلح العبري "هسيفير هالافان" الذي يُعتبر بمثابة اعلان واضح وصريح لتقسيم فلسطين والانحياز الكامل لليهود وهنا تكمن الخديعة البريطانية.

El-pez-BECS.-A3..jpg

الفشل المحتم يخيم على خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» لـ«تطهير» غزة من مواطنيها الفلسطينيين. يستحيل تمامًا إجبار أكثر من خمسة ملايين فلسطينى على النزوح من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن. إلغاء القضية الفلسطينية، وهم كامل.

waed.jpg

بقوة الوثائق استهداف مصر هو صلب التفكير الاستراتيجى الغربى المؤسس لـ«وعد بلفور». بمقتضى نصه فإن الحكومة البريطانية تلتزم بـ«إنشاء وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين وأنها سوف تبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف».

chouman.jpg

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عادت الأسئلة الأولى التي رافقت المشروع الصهيوني منذ أوائل القرن الماضي، إلى بدايتها، كأنها تُطرح للمرة الأولى، وكأن هذا المشروع في أوله.