
الفشل المحتم يخيم على خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» لـ«تطهير» غزة من مواطنيها الفلسطينيين. يستحيل تمامًا إجبار أكثر من خمسة ملايين فلسطينى على النزوح من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن. إلغاء القضية الفلسطينية، وهم كامل.
الفشل المحتم يخيم على خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» لـ«تطهير» غزة من مواطنيها الفلسطينيين. يستحيل تمامًا إجبار أكثر من خمسة ملايين فلسطينى على النزوح من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن. إلغاء القضية الفلسطينية، وهم كامل.
يُشاهد العالم، وعلى الهواء مباشرة، أبشع مجزرة تُرتكب بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني. هي "محرقة" ترتكبها عصابات "الهاغانا" و"البلاك وتر"، مدعومتان بإمبرياليات أوروبية وأميركية، امتهنت القتل منذ الولادة.
بقوة الوثائق استهداف مصر هو صلب التفكير الاستراتيجى الغربى المؤسس لـ«وعد بلفور». بمقتضى نصه فإن الحكومة البريطانية تلتزم بـ«إنشاء وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين وأنها سوف تبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف».
إن مصطلح "الحرب العادلة" يحمل في "الشكل" تناقضاً مبنياً على التنافر بين مبدأ الحروب، وما يعنيه من دمار وقتل ومآسٍ، ومبدأ العدالة وما يرمز إليه من قيم ومبادئ واحترام.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عادت الأسئلة الأولى التي رافقت المشروع الصهيوني منذ أوائل القرن الماضي، إلى بدايتها، كأنها تُطرح للمرة الأولى، وكأن هذا المشروع في أوله.
المكسب الأكبر بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، فالقوتان التى راهنت عليهما الحركة (بريطانيا وفرنسا) انتصرتا فى الحرب على الإمبراطورية العثمانية وهو ما مهد الطريق نحو إنشاء الدولة الصهيونية المنشودة فى فلسطين التاريخية، خاصة أن البريطانيين قد قدموا وعد بلفور الشهير بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين عام ١٩١٧ من ناحية، كما أنه ومن ناحية أخرى فقد حصل الصهاينة على مكسب جديد متمثل فى قرار القوى المنتصرة بانتداب بريطانيا على فلسطين ومن ثم أصبح الطريق ممهدا نحو الإنشاء الفعلى للدولة اليهودية.
بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد خروج العثمانيين، وقبل دخول الفرنسيين الى بلاد الشام، أنشأت النخب السياسية فيها مملكة دستورية، ونصّبت فيصل الأول ملكاً. الدستور الذي وضعته هذه النخب ـ بعد إخراج البريطانيين ـ كان أرقى من دستور الولايات المتحدة. دام الأمر عامين وأكثر بشهور، إلى أن دخل الفرنسيون الى دمشق، ومزّقوا الدستور وهزموا جيش أهل الشام (كان يشمل العراق وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان)، ومحوا الديموقراطية، وباشروا انتداباً كان استعماراً حقيقياً حرم الناس من أن يكون لهم صوتٌ في تقرير مستقبلهم.
تتشكل صورة فلسطين في فرنسا من روافد شتى. من صور مختلفة ومتغيرة بتغير الحقبات التاريخية التي كانت تُرسّم فيها. وتظهر هذه الصورة في مرآة الثقافة الفرنسية من خلال الإعلام والفنون والأدب والسينما وما تصدره دور النشر الفرنسية من نتاج فكري سياسي.
راح يتذكر ذلك اليوم من شهر آذار/مارس عام (١٩٤٨) عندما دلف إلى «أخبار اليوم»، وكل من قابله يخبره بأن الأستاذ «مصطفى أمين» يسأل من وقت لآخر عما إذا كان وصل الجريدة. وما أن أطل عليه بادره: «أين أنت.. النقراشى باشا يطلب أن يراك الآن».
لا يمكن للظلم إلا أن ينفجر في لحظة يصحو فيها التاريخ ليُعبّر عن وجع المظلومين. لقد حفل التاريخ بقضايا تقوم على استرداد حق سليب، أو دفع ظلامة، أو المطالبة باستقلال. لكن في فلسطين جرى إجلاء شعب بالقوة لإحلال شعب أجنبي مكانه، وهذا قمة التعدي والظلم.