غادرنا أخيراً شاعر البنفسج مظفّر النواب، الذي كتب أكثر القصائد عذوبة ورقة وجمالاً. ظلّ حالماُ، بل مشروع حلم كبير على الرغم من أن بعض أحلامنا كما يقول هناك من رماها على قارعة الطريق، لكنّه ظلّ منحازاً إلى الفقراء والحريّة والعدالة.
غادرنا أخيراً شاعر البنفسج مظفّر النواب، الذي كتب أكثر القصائد عذوبة ورقة وجمالاً. ظلّ حالماُ، بل مشروع حلم كبير على الرغم من أن بعض أحلامنا كما يقول هناك من رماها على قارعة الطريق، لكنّه ظلّ منحازاً إلى الفقراء والحريّة والعدالة.
لم يكن عام ١٩٧٩ نقطة تحول فى العلاقات الدولية فقط بسبب الغزو السوفيتى لأفغانستان وعودة التوتر مرة أخرى للعلاقات السوفيتية الأمريكية وخصوصا بعد دعم الأمريكان للمجاهدين الأفغان والعرب، كما شرحنا مسبقا، بل كان هذا العام شاهدا على حدث آخر ساهم فى تصاعد تيارات الصحوة الإسلامية؛ ألا وهو اندلاع الثورة الإسلامية فى إيران.
بعد أن شرحت فى مقالة الأسبوع الماضى التقسيمات العديدة لأفكار الصحوة الإسلامية، وبعد أن أوضحنا كيف أن التيار السلفى الوهابى أصبح هو العنوان الأكبر للوعى الإسلامى الشعبى والسياسى فى سبعينيات القرن الماضى متوازيا مع الصعود الإقليمى للسعودية، نشرح فى هذه المقالة واحدة من أهم بؤر الصراع التى خاضها أحد تيارات الإسلام السياسى الذى أصبح لاحقاً العنوان الأبرز فى العلاقات الدولية حتى اللحظة.
فى آخر مقالة ضمن سلسلة «تاريخ السياسة الدولية منذ القرن العشرين»، كنت قد أوضحت الكيفية التى أثرت بها أزمة البترول العالمية على علاقة الدول الكبرى وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بالسعودية وكيف أن الأخيرة قد اكتسبت المزيد من الأهمية الإقليمية والعالمية.
بينما كانت الولايات المتحدة ومسئولوها فى مجلس الأمن القومى وفى وزارة الخارجية مشغولين بإعادة ترتيب مشهد الحرب الباردة بالانسحاب من فيتنام والتقارب الدبلوماسى مع الصين والمفاوضات العسكرية المثمرة مع الاتحاد السوفيتى، جاءت مفاجأة الرئيس الراحل أنور السادات بالهجوم الناجح على القوات الإسرائيلية المحتلة لشبه جزيرة سيناء وتحطيم خط بارليف، بالإضافة إلى التقدم السورى على جبهة الجولان فى أكتوبر من ١٩٧٣ ليربك أروقة مؤسسات صنع القرار الأمريكى!
كانت سوريا البلد الوحيد تقريباً الذي أعلن تأييده لـ"العملية العسكرية" الروسية في أوكرانيا، منذ اليوم الأول لها، فيما دعت المعارضةُ السورية الغربَ للرد على روسيا في سوريا، وطلبت منه الدعم بالمال والسلاح ضد دمشق. وبرز استقطابٌ حاد نسبياً بين السوريين بشأن الأزمة، بين من عدّها فرصة يجب اغتنامها، ومن عدّها تهديداً يجب احتواؤه؛ ولو أن القراءة المعمقة تُظهر أنهم عَدُّوها "فرصة وتهديداً" في آن!
بينما كان الاتحاد السوفيتى يبحث عن السيطرة على الخلاف مع الصين وعلى طرق لوأد الثورات الشعبية فى بعض دول أوروبا الشرقية ضده، وبينما كان الاتحاد السوفيتى يقمع تمرد تشيكوسلوفاكيا فى ١٩٦٨، كان الأمريكيون يواجهون ورطة كبيرة فى إحدى مناطق النزاع التى شكلتها الحرب الباردة، ألا وهى فيتنام!
فى آب/أغسطس من عام ١٩٦٨ نفذت القوات السوفيتية واحدة من أكبر عملياتها العسكرية بعد الحرب العالمية الثانية حينما قامت قوات من حلف وارسو بقيادة سوفيتية باجتياح حدود دولة تشيكوسلوفاكيا والقبض على عدد من قيادات الحزب الشيوعى فى البلاد وخطف آخرين وإجبارهم على توقيع اتفاقيات تضمن السيادة السوفيتية على قيادات الحزب.
فيما كان المعسكر الغربى قد رتّب أوراقه وحسم أمر قيادته لصالح الولايات المتحدة على حساب كل من بريطانيا وفرنسا وخاصة بعد العدوان الثلاثى على مصر فى ١٩٥٦، فإن الأمر ذاته لم يكن بنفس الوضوح وبذات السرعة فى المعسكر الشرقى!
الباحثان في "معهد السياسة والاستراتيجيا" في "مركز هرتسليا المتعدد المجالات" موشيه ألبو وميخائيل ميلشتاين أعدا دراسة نشرها المعهد على موقعه الإلكتروني تتمحور حول الدروس الإستراتيجية للحدث الأوكراني هذا نصها الذي ترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية.