
اقتربا وابتعدا، لكنهما ظلا حتى النهاية توءمًا ملتصقًا. لا يمكن الاقتراب من عوالم أحدهما دون التطرق بالفهم والاستيعاب لتجربة الآخر. إنهما الشاعران الفلسطينيان الكبيران «محمود درويش» و«سميح القاسم».
اقتربا وابتعدا، لكنهما ظلا حتى النهاية توءمًا ملتصقًا. لا يمكن الاقتراب من عوالم أحدهما دون التطرق بالفهم والاستيعاب لتجربة الآخر. إنهما الشاعران الفلسطينيان الكبيران «محمود درويش» و«سميح القاسم».
في الميثولوجيا الإغريقية كان "يانوس" هو "إله البوابات". حارس المفترقات الكبرى. ينظر إلى الماضي والمستقبل معًا من دون أن ينتمي إلى أي منهما. لم يكن إلهاً للحرب أو للسلام لكنه لم يكن غريباً عن الإثنين معاً. كان صاحب الكلمة الفصل عند التحول من عهد إلى عهد، ومن نظام إلى آخر. وكما يقول الكاتب السوري عماد فوزي شعيبي "لمنطقتنا بوابة شبيهة بيانوس اسمها بلاد الشام".
تتحول المدن وشوارعها أحيانًا من مجرد فضاءات جغرافية إلى ساحات للذاكرة والصراع على الهوية. في لبنان تجسّد هذا التحوّل بشكلٍ جليٍّ في النقاش الذي دار حول مقترح تغيير اسم "جادة حافظ الأسد" في بيروت إلى "جادة زياد الرحباني". لم يكن هذا الجدل مجرّد مسألةٍ إدارية، بل كشف عن صراعٍ عميقٍ حول كيفية تذكّر الماضي، وتحديد رموز الحاضر. ففي حين يرى البعض في تغيير الاسم فرصةً لتطهير الذاكرة الجماعية من رموز ما يعتبرونه "وصايةً"، يرى آخرون فيه محاولة لإعادة كتابة التاريخ وتجاهل حقائق سياسية معقّدة. هذا الجدل يطرح أسئلةً جوهريةً حول من يملك حقّ تسمية الأماكن، وكيف يمكن للذاكرة، سواء كانت فردية أو جماعية، أن تُشكّل الفضاء العام وتعيد تعريفه.
وقّع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان حيدر علييف في البيت الأبيض اتفاق سلام برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصبح بموجبه "ممر زنغزور" يخضع لإدارة الولايات المتحدة، ما يجعل الأخيرة دولة جوار لإيران، كما كان الحال أثناء احتلال أفغانستان.
حين رفعت المقاومة في لبنان، صوتها وسلاحها إلى جانب غزة، بدا الموقف أخلاقيًا، لكنه لم يكن قرارًا بلا ثمن. فمع تلك اللحظة، بدأ فصل جديد من التصعيد، قُدّت خلاله جراحٌ كبرى في الجسد الشيعي اللبناني، كان أعمقها اغتيال السيد حسن نصرالله –كزلزال ضرب صميم سردية هذه الطائفة، وأعاد خلط أوراقها الوجودية.
صادفت أزمةً تتعلق بأحد الأقسام القديمة في مستشفى عام. دوراتُ المياه تتعرَّض للسَّدد مرة تلو الأخرى دون أن يتمكنَ المُشرفون على المكان من العثور على حَلٍّ جِذري. بعد مُداولات ونقاشات تبيَّن أن المواسيرَ شِبه مغلقة وأن البالوعاتِ صارت بدورها ضيقة.
فى شباط/فبراير الماضى، حضرتُ المؤتمر الصحفى الذى جمع دونالد ترامب ببنيامين نتنياهو فى القاعة الشرقية داخل البيت الأبيض، حيث قال الأخير إن من بين عشرات الزيارات لواشنطن، فإن هذه الزيارة هى الأهم والأكثر تاريخية، وبالفعل، كانت كذلك. وأعقب الزيارة قيام نتنياهو بزيارتين إضافيتين للبيت الأبيض، فى استثناء غير مسبوق (من توجه حاكم دولة فى حالة حرب - عدوان - إلى نفس العاصمة ثلاث مرات فى أقل من نصف عام)، وذلك لخطورة ما يُبحث بين نتنياهو وترامب، ويتعلق بمستقبل قطاع غزة.
مسلسل القرارات بحصر السلاح بيد الدولة - العبارة الأكثر تداولاً ومتابعةً في هذه الأيام - لم يبدأ الآن عرضه، بل تعود حلقاته لأكثر من ثلاثة عقودٍ خلت.
شاءت الأقدار أن تأتي ذكرى تغييب الإمام السّيّد موسى الصّدر وأخَويه هذه السّنة.. فيصبح معها سؤال "الدّخول إلى الدّولة" الذي طرحناه قبل عام: أقرب ربّما، وللأسف، إلى سؤال كيفيّة إدارة نوع من "الخروج الاضطّراريّ من هذه الدّولة" نفسها، خصوصاً بعد الذي حصل هذا الأسبوع من قبل أغلب أركان السّلطة التّنفيذيّة في البلد، ويبدو أنّه مقصودٌ إلى حدّ كبير، ومُدبّرٌ من قبل بعض الأطراف المحلّيّة والاقليميّة وربّما الدّوليّة، بما فيها جانب من العقل الاسرائيليّ نفسه.
بعد أكثر من ثمانين عامًا من حكم العولمة (Globalization)، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، تقترب هذه الحقبة من نهايتها، ويبدو أن الرأسمالية الوطنية (National Capitalism) بدأت تحل محلها، مع سياسات اقتصادية تُعيد التفكير في سلاسل الإمداد العالمية ودور الصناعات المحلية.