بحثتُ وفتشتُ، وكما كان يقول الأجداد، "بالسراج والفتيلة"، عن أمر واحد أو قضية أو حدث، يَجمَع اللبنانيين، على اختلاف أطيافهم وأحزابهم، لكن صدقاً لم أجد ضالتي.. إنهم دائماً مختلفون، إن لم نقل متنازعون.
بحثتُ وفتشتُ، وكما كان يقول الأجداد، "بالسراج والفتيلة"، عن أمر واحد أو قضية أو حدث، يَجمَع اللبنانيين، على اختلاف أطيافهم وأحزابهم، لكن صدقاً لم أجد ضالتي.. إنهم دائماً مختلفون، إن لم نقل متنازعون.
قبل ثلاثين سنة كنا نناقش بجرأة سيناريوهات المستقبل واثقين من أن ما في حوزتنا من معلومات عن تاريخ التطور الإنساني وتجاربنا لا بد أن يسمح لنا باستشراف ما هو آت إلى درجة معقولة. كثيراً ما تداولنا عابرين شئون الماضي ولم نتوقف يوماً عندها أكثر مما تستحق.
في الجزء الأول من هذه المقالة، قاربت كيفية تناول العلماء قضية الخيانة الوطنية ودوافعها والظروف التي تصنع الخونة في أوطانهم.. وفي هذا الجزء الثاني والأخير، ثمة تأملات أولية من وحي "حرب الخرطوم".
هل بدأت عدوى الحروب الدينية (الطائفية والمذهبية والإثنية) في إقليم المشرق المتوسطي، تلفح وجه الصهيونية وإسرائيل؟ وإذا كان الأمر كذلك، أي إذا كان هناك "وحدة مصير" (…) قيد العمل بين إسرائيل ودول المشرق، فلماذا يحدث ذلك، وما يعنيه هذا في سياق التطورات الانقلابية العالمية الراهنة؟
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون/ أيخون إنسانٌ بلادَه؟ إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟
أثناء دردشة مع صديق، سألني ما إذا كنت لأشجّع ابني على نيل الدكتوراه في التاريخ؟ سؤال جاء في معرض إنتقاد التهميش العام للعلوم الإنسانيّة ولماذا هي عاجزة عن مواكبة العصر؟ وليس صدفةً أنّ هذا التهميش والعجز يواكبهما (وينتج عنهما) إنحلال خطير للإنسان والقيم الإنسانيّة في عالم اليوم.
ما زال لبنان ينتظر توافقات إقليميّة ودوليّة كي يتمّ انتخاب رئيسٍ له وتشكيل حكومةٍ وتعيين حاكمٍ لمصرفه المركزي. وهذا يلقي بالتأكيد إضاءات على العلاقات بين الداخل والخارج عندما تتداعى الدولة كمؤسّسة. هكذا تزداد تدخّلات الخارج بشكلٍ كبير عندما تصبح الدولة "هشّة"، أساساً على خلفيّة تداعي الروابط بين مجتمع البلد والسلطة التي تدير دولته.
بيروت عاصمة الإعلام العربي للعام 2023. جاء هذا "التكريس" تضامناً مع العاصمة المنكوبة. تعاطفوا معها، لكنّهم غضّوا الطرف عن سقوطها صريعةً، مع كلّ الوطن، في يد عصابات الحُكم ومافياته. وتغنّوا بحرّيّاتها الممنوحة للرأي والتعبير والإعلام، لكنّهم تغاضوا عن الانتهاكات ومسلسلات القمع التي تطال صحافيّيها لتدجينهم. ترهيباً أو ترغيباً.
في لبنان بلد اللا أسرار، تسعى "دولة الظل" القابضة على قرار الدولة الرسمية إلى صياغة مفردات تتماشى مع اللحظة السياسية. لتضيف الى شطارتها الخلاّقة في تدوير الزوايا مهارة "السطور الستة" الشهيرة، فما هي قصتها؟
في مدينة صيدا اللبنانية، شاهدنا التعدي على الناس بحجة لباس الشاطئ، وهذا أمر مخالف للدين والدستور وأصول السياسة. وكما شاهدنا في إيران عملية فرض لباس الرأس، نرى الآن المنع في صيدا للباس البحر المتعارف عليه، بحجة الحرية، علماً بأنه لم يبقَ لنا إلا بعضها بعد أن تم تشليحنا أموالنا وأشياء أخرى كثيرة.