رأي Archives - Page 16 of 321 - 180Post

gaza-netanyahu.jpg

في الأساطير القديمة، كانت نهاية العالم تُرسم بأيدي الآلهة. في ملحمة أرماغيدون، تتصارع قوى خارقة، يتزلزل الكون، وتغرق الأرض في الطوفان الأخير. أما اليوم، فالمشهد أكثر بؤسًا وأكثر سخرية. لم تعد الآلهة من تتحكم بمصير البشرية، بل حفنة من الكائنات التي، في كثيرٍ من الأحيان، تبدو دون مرتبة الحيوان. عقول بائسة، غرائز متضخمة، وأصابع متلهّفة للضغط على أزرار النهاية.

1fe430ad0b82492de978a21db8be7789.jpg

لعبنا ونحن أطفال لعبة السؤال والجواب. يسألون السؤال، فنفشل في الإجابة أو نتردد فيعاودون السؤال بصيغة ثانية أقل تعقيدا فنفشل أو نتردد فيطرحونه مرة أخرى بصيغة مخففة فنفشل في الإجابة أو نتردد فيجربون مرة أخيرة فنفشل أو نتردد فيعلنون الفوز متضمنا في استفسار بلهجة ساخرة، "غلب حمارك والا لسه؟".

09090900090.jpg

في زمن الصورة، يُقاس الموت بالرصاصة أو الشظية وبالقابلية لأن تتجسّد كرمز. لا يموت الإنسان حقًا في عصر الإعلام، بل يُمحى إذا لم يُلتقط في اللحظة المناسبة، إذا لم تُنتج مأساته دلالة قابلة للتدوير. ثمة طفلة تُحرَق في غزة، لكنها لا تُصبح أيقونة. ثمة أمّ تُسلّم جثامين أطفالها التسعة في مستشفى تحت القصف، لكن الإعلام لا يراها. لماذا؟ لأن الكاميرا لا تكتفي بتوثيق الحدث إنما تُقرّر معناه.

f.jpg

غزةُ فلسطين أعادت الغرب إلى صف الحضانة لتعلّمه من جديد دروس حقوق الإنسان والحرية والعدالة، تعلّمه درساً نسيه منذ زمن، وسط ضجيج "العداء للسامية" الذي يصّم الآذان ويضغط على العقول ويشوش الفكر؛ أيقظت فيه الحس الإنساني بعدما تبلّد مع طغيان الذكاء الاصطناعي (الذي تحتكره في الغرب الشركات الصهيونية العملاقة) على الذكاء الإنساني الفطري.

29.jpg

جسّدت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخليجية ذلك التحوّل الكبير الذي تشهده المنطقة العربيّة. تحوّلٌ أفضى بعد خمس عشرة سنة على ما سمّي "الربيع العربي" إلى هيمنة أمريكيّة - دون منافسة تقريباً - على مقدّرات المنطقة برمّتها. من اللافت للانتباه كيف عبّرت الزيارة عن تقلّص نفوذ الدول الكبرى الأخرى، ليس فقط روسيا والصين، بل أيضاً دول أوروبا الغربيّة، وبالتحديد بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ومن اللافت للانتباه أيضاً كيف وضعت الزيارة حدوداً لنفوذ الدول الصاعدة في الإقليم، تركيا وإسرائيل، عدا عن احتواء النفوذ الإيراني.

scpr.jpg

ما يزال سلاح "المقاومة" في لبنان، وتحديدًا سلاح حزب الله، من أبرز الملفات التي تُثير جدلاً واسعًا على الساحة الداخلية اللبنانية، وتُشكّل مادة دائمة للنقاش في المحافل الإقليمية والدولية. بين من يراه ضرورة وطنية لحماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية والإرهابية، ومن يعتبره مصدرًا لخلل في ميزان الدولة والسيادة، يظل هذا السلاح محاطًا بعدد من المبررات التي يطرحها أنصاره كمسوغ لبقائه.

1000037967.jpg

لم تفلح الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، إذ اصطدمت تلك الجهود بمقاربة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية، إلا أن ذلك لم يمنع واشنطن من استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تمرير قرار داخلي يطالب إسرائيل بوقف الحرب وادخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.