يشكّل صعود الدّولة القوميّة والنّزعات الحمائيّة في الغرب تحوّلًا محوريًا في النظام العالميّ، يضع دول الجنوب أمام تحدياتٍ غير مسبوقةٍ.
يشكّل صعود الدّولة القوميّة والنّزعات الحمائيّة في الغرب تحوّلًا محوريًا في النظام العالميّ، يضع دول الجنوب أمام تحدياتٍ غير مسبوقةٍ.
يُقال إن المقياس الذي يقيس به الإنسان الأحداث والأفعال هو الأهم، وعليه تترتب نتائج تدير لعبة الحياة وتتحكم بمساراتها، ولكن منه أيضاً تبدأ الإشكالية، إذ كيف بإنسان لم يتعلم منذ صغره ولم يتدرب في بيئة سليمة على صحة المقاييس من عدمها أن يتعرف على هذا المقياس السوي الذي يقيس به هذه الأحداث والأفعال؟
تعيش المنطقة على صفيح ساخن تزداد سخونته كل يوم منذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية غداة عملية "طوفان الأقصى" التى نفذتها حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
عقود مضت على توقيع اتفاق الطائف، الاتفاق الذي وُصف حينها بأنه نقطة الانطلاق نحو لبنان جديد؛ دولة مدنية حديثة تُعيد تنظيم السلطة بعد حرب أهلية استمرت خمسة عشر عامًا. آنذاك بدا الطائف كحل وسط بين القوى اللبنانية، بُني على توازنات إقليمية ودولية، وسعى لإعادة ترتيب الدولة على أسس دستورية جديدة، مع منح الطوائف اللبنانية حصصًا محددة في السلطة لضمان الاستقرار الدستوري.
يشهد النّظام الدوليّ تحوّلاتٍ عميقةٍ في العقدين الأخيرين، حيث يتراجع تدريجيّاً نموذج الهيمنة الأحاديّة الذي ساد بعد نهاية الحرب الباردة، لمصلحة مشهدٍ أكثر تعقيداً وتداخلاً، تتصارع فيه النّماذج وتتعايش في آنٍ واحد. هذا التّحوّل يثير تساؤلاتٍ جوهرية، هل يقود إلى صراعٍ مفتوحٍ بين النّماذج المتنافسة على قيادة النّظام العالميّ، أم إلى شكلٍ من التّعايش التّنافسيّ (Competitive Coexistence) الذي يسمح بإدارة الاختلافات دون الانزلاق إلى مواجهةٍ شاملة؟ وهل تستطيع الدّول صياغة أشكالٍ جديدةٍ من التّعاون متعدّد الأطراف تراعي الخصوصيّات الوطنيّة ولا تتخلّى عن المكاسب الجماعيّة؟ إنّ الإجابة عن هذه التّساؤلات ستحدّد ملامح الثلثين المتبقيين من القرن الحادي والعشرين، حيث بات من الواضح أنّنا ندخل حقبة "التّعدّدية القسريّة" و"التّحالفات المرنة" بدل القطبيّة الأحاديّة.
باستعادة رسالة الجاحظ "الحنين إلى الأوطان"، وهو الجد الأقدم للمثقفين العرب والمسلمين، ندرك حقيقة المعاناة الإنسانية الفائقة للمهاجرين والمهجّرين والمنفيين في عالمنا المعاصر، بما له علاقة بالمكان والذاكرة من جهة، وبالهويّة والثقافة من جهة أخرى، تلك التي وجدت صورًا للتعبير عنها في أدب المنفى.
الهجوم الإسرائيلي الذي تعرضت له قطر في التاسع من أيلول/ سبتمبر 2025 تحت ذريعة استهداف قيادة حركة حماس، هو من نوع إرهاب الدولة المكشوف الذي يصر مرتكبه على أنه أدى غرضه، وإن لم يقتل الوفد الفلسطيني المفاوض وهو في معرض البحث في خطة لوقف إطلاق النار في غزة اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. هذا الهجوم هو تعبيرٌ متجددٌ عن عدم خروج إسرائيل من الصدمة الزلزالية التي أحدثها "طوفان الأقصى"، قبل حوالي السنتين.
شكّلت نهاية الحرب الباردة لحظة انتصارٍ للمشروع الليبراليّ، الذي بشّر بعالمٍ منفتحٍ تتلاشى فيه الحدود وتتقدم فيه القيم العالميّة على المصالح الوطنيّة. لكنّ العقدين الماضيين شهدا تحولاً جوهرياً، حيث بدأت أركان هذا المشروع تهتزّ تحت وطأة أزماتٍ متعدّدة، ليفسح المجال لعودة خطاب الدّولة الوطنيّة السّياديّ والهويّاتيّ.
تقاس الحروب بنتائجها السياسية وما يترتب عليها من أوضاع جديدة على الأرض. بأى حساب يستحيل تمامًا تغييب سؤال حرب السرديات.. ومن يحسمها أمام الضمير الإنسانى؟ إنه سؤال حاسم فى تقرير الاتجاهات الرئيسية لما بعد الحرب.
لولا الدلالةُ البلاغيّةُ للفظةِ "بيان" لكانَ يجبُ أنْ نحذِفَها من لغتنا حذْفاً مطلقاً. نحذفُ أيضاً أفعالاً من مثلِ: "استنكرَ، شجبَ، ندَّدَ، واحتفظ بحقِّ الردِّ". هذه كلُّها ألفاظٌ لا كلمات.