
بعد أن استقرّ الرأي على أن كلّ القوى اللبنانية الوازنة خرجت من الإنتخابات النيابية رابحة، استقرّ معه الرأي أيضاً على أن الشعب اللبناني ما يزال هو الخاسر الأول والأخير، قبل انتخابات العام 2022.. وبعدها!.
بعد أن استقرّ الرأي على أن كلّ القوى اللبنانية الوازنة خرجت من الإنتخابات النيابية رابحة، استقرّ معه الرأي أيضاً على أن الشعب اللبناني ما يزال هو الخاسر الأول والأخير، قبل انتخابات العام 2022.. وبعدها!.
لم يكن ممكنا لأية دولة فى العالم أن تحتمل قضية مصير نظام الحكم لأكثر من عشرة أعوام، أو أن تتبدى فى مناخها السياسى أشباح المجهول دون أن يكون هناك حسم.
لم أتفاجأ بالسؤال ولا بالإجابة. المسرح معد ومكتمل وصفحات السيناريو مفتوحة لمن يريد أن يقرأ ليعرف ولمن يريد أن يقرأ ليؤدي الدور المكتوب.
في حمأة انشغال القوى السياسية اللبنانية بنتائج الإنتخابات النيابية، جاء تعيين ريما عبد الملك وزيرة للثقافة الفرنسية، ليؤكد حقيقتين، الأولى ترتبط بحجم إخفاق السياسيين اللبنانيين في إدارة شؤون بلدهم ودفعه نحو حالة الإحتضار، والثانية تتعلق بحجم الإبداع اللبناني، وصولاً إلى الإشراف على إدارة الشأن الثقافي في دولة تُعتبر إحدى أهم دول العالم في تكوين العقل البشري على المستويات الفكرية والفلسفية والسياسية والفنية في القرون الستة الأخيرة.
عرف العالم ديانات كثيرة، بدعوى الخلاص. كلها تنتمي الى عالم ماورائي. جسدَت وجودها الدائم، دون برهان او دليل، على اسلوب "تبلغوا وبلغوا". قول يقال وينفذ، والقول فيض من العصمة، امتحان القول يقع على عاتق المؤمنين بالدين.
أولى سنوات الانفتاح أو الخروج من قفص الواقع إلى العالم الواسع، هناك وفى تلك اللحظة حيث تفتح الأبواب والنوافذ على مصراعيها مرحبة بالقادمين إلى عالم آخر ملىء بالحس الثورى والفنى والموسيقى والثقافى حتى يغرقوا هم القادمون من شوارع ضيقة هادئة هناك على أطراف الكون العربى الواسع بمدنه الكبرى وكتابه ومثقفيه ومطابعه وشعرائه.. فاتحين أعينهم وقلوبهم بكثير من الانبهار.. كانت «الريل وحمد» أول سباحة لهم فى شعر مظفر النواب ذاك القادم من العراق وحزبه الشيوعى. هم الذين قيل لهم إن الشيوعيين كفرة وملحدون وألبسهم كثيرون كل الموبقات وما حملته اللغة من مفردات معادية للبشرية والبشر!
إذا ما غابت فرص انفساح الأفق على التسويات السياسية للحرب الأوكرانية، فإن الفوضى سوف تضرب النظام الدولى كله، أو ما تبقى من أطلال تشير إليه.
لطالما حاولت المنظومة الحاكمة في لبنان تغييب الناس ومطالبهم الحقيقية، لكن نتائج الإنتخابات النيابية التي جرت في الخامس عشر من أيار/مايو 2022 تشي بأن ثورة 17 تشرين تحفر في وجدان ووعي الغالبية العظمى من اللبنانيين.
"قلبي.. يا ابن الشّكِ/ أرحني مِن أحزاني/ تَعِبت بحملِ التعبانين". نشر كاظم غيلان نصاً غير منشور لمظفر النوّاب قبل فترة، وإذا كان الشعر نبوءة كما يقال فأظن أن النوّاب بهذه القصيدة ودّع الحياة قبل أن يدخل غيبوبته الأخيرة التي امتدت سنوات في مشفى الشارقة حيث فارق الحياة.
"الناس الواقفين على باب أفران شمسين بجيبوا حاصليْن إنتخابيّيْن على أقلّ تقدير". كان هذا، أحد التعليقات على السوشيل ميديا عقب إعلان النتائج الرسميّة للانتخابات التشريعيّة، مطلع هذا الأسبوع. التعليق كان يريد الإشارة إلى عودة الزحمة الخانقة على أبواب أفران الخبز في لبنان.