
مع التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، وقرب انتهاء مهلة الستين يوماً لانسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي من الشريط الحدودي الذي احتله في قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان، تنبري أسئلة ومقاربات داخلية كثيرة.
مع التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، وقرب انتهاء مهلة الستين يوماً لانسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي من الشريط الحدودي الذي احتله في قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان، تنبري أسئلة ومقاربات داخلية كثيرة.
ساعتان من فجر يوم الإثنين في الثالث عشر من كانون الثاني/يناير 2025 غيّرتا مجرى الاستشارات النيابية المُلزمة التي أجراها الرئيس اللبناني جوزاف عون لتكليف رئيس جديد لأولى حكومات عهده، وكانتا كفيلتين بنقل التكليف من نجيب ميقاتي إلى نوّاف سلام.. وإطلاق شرارة أزمة حكم وحكومة منذ الأسبوع الأول للعهد.
لم تكن انتخابات فخامة الرئيس جوزاف عون لسدة الرئاسة تشبه غيرها في الشكل وفي المضمون. فلأوّل مرة ربما، يلتقي التوافق أو بالأصح، تجد الوصاية العربية والدولية إجماعاً وترحيباً شبه كاملين من معظم اللبنانيين ليقينهم بأن الطبقة السياسية الحالية تفتقد للمسؤولية الوطنية لإتمام الإستحقاق الرئاسي، والشواهد كثيرة بدءاً من الفشل في انتخاب الرئيس لأكثر من سنتين، وليس انتهاءاً بالانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي المُمنهج.
وفي الشهر الثالث، من العام الثالث، لشغور مَنصِب رئيس الجمهورية اللبنانية، أي بعدَ عامين وشهرين وعشرة أيام بالتمام والكمال، وبقدرة قادر، تم ملء الفراغ الرّئاسي، بالقائد الرابعَ عشَر للجيش، ليمسي الرئيسَ الرابع عشر للبنان، في الجلسة الثالثة عشرة، وفي الموعد المحدّد، وبخطاب القسم المسهب، ليبدأ العهد في خضمّ رياح إقليمية عاتية، ومخاضات محلية آتية، فما هي التحديات التي تنتظره في الداخل كما في الخارج؟
فخامة الرئيس جوزف عون؛ لا شكَّ في أنـَّكم تنتظرونَ ما هو أكثرُ منَ التهنئةِ بانتخابكم. نحنُ اللبنانيينَ مثلكُم. نُهنِّىءُ وننتظرُ أكثرَ.
لم يعرف لبنان منذ ولادته على يد فرنسا مفهوم السيادة بالمعنى القاموسي الدستوريّ. فقد كان اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية منذ وضع الدستور اللبناني في العام ١٩٢٦ شأناً خارجياً في أغلب الأحيان، حيث تثبت الوقائع التاريخية والحالية هذه اللازمة اللبنانية.
قد يكون قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتريث في تحديد موعد زيارته الأولى إلى سوريا، غداة سقوط نظام بشار الأسد، مرتبطاً بنصائح وزير خارجيته هاكان فيدان ورئيس إستخباراته إبراهيم كالين، لجهة تجنب وضع الزيارة في خانة "الخطوة الإستفزازية" الموجهة ضد العالم العربي.
لو علم يحيى السنوار بمآل "الطوفان"، هل كان ليُطلقه؟ هل كان فتح جبهة الإسناد من لبنان قرارًا صائبًا؟ هل كان الكيان ليُهاجم لبنان لولا فتح هذه "الجبهة"؟ هل انتصرنا أم انهزمنا؟ ماذا حلّ بمفهوم "وحدة الساحات"؟ وهل كان يمكن لإيران أن تتدخل لمنع ما وصلنا إليه في لبنان وفلسطين؟
عار المساعدات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان هو أنه بينما كانت القوات الأمريكية تقاتل ببسالة، "كان زعماء من يسمون بحلفائنا يزدادون ثروةً. ولقد رأينا ما هو أسوأ من ذلك في أوكرانيا: فبينما أفراد الجيش الأوكراني والمدنيون يقاتلون ببسالة في نزاع شرس من أجل الاستقلال، أصبح الزعماء الأوكرانيون أصحاب ثروات هائلة"، كما يقول المعلق السياسي الأمريكي جيمس دورسو،
ليلةَ القبضِ على دمشق فجر الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وانتزاعها من النظام السابق، كان جيش الإحتلال الإسرائيليّ يقبض على سوريا الجغرافية كلها، جوًا وبحرًا وبرّاً، وينتزع 500 كيلومتر مربع منها، مُعلناً "العودة" إلى قمة جبل الشيخ (حرمون) لينشد عليها نشيد "هاتكفاه" ويقتلع صلباناً تاريخية، ويستقدم وفوداً حاخامية، لتأدية طقوس تلمودية، في مشهد سوريالي استفزازي نقيض للتاريخ وللجغرافيا.