
يطوي إبهامه وسبابته على شكل دائرة، يقترب من الكاميرا: "هلقدي، هيك دائرة، العالم كلو مش قادرلها، عشانا أبطال.. حماك الله يا غزة. علمتي كل العالم الرجولة". كانت هذه كلمات فتى غزاوي، خرج من تحت الأنقاض ناعياً أمه وإخوته.
يطوي إبهامه وسبابته على شكل دائرة، يقترب من الكاميرا: "هلقدي، هيك دائرة، العالم كلو مش قادرلها، عشانا أبطال.. حماك الله يا غزة. علمتي كل العالم الرجولة". كانت هذه كلمات فتى غزاوي، خرج من تحت الأنقاض ناعياً أمه وإخوته.
"دود الخل منه وفيه". يُضرب هذا المثل الشعبي الفلسطيني للتدليل على أن جزءاً من المشكلة التي تواجه الإنسان في بعض الأحيان تكون بسبب الإنسان نفسه.
تتفق معظم مراكز الدراسات الغربية بما فيها الأمريكية أن حدث السابع من تشرين الأول/أكتوبر شكّل "هزيمة إستراتيجية" لإسرائيل، أمنياً وعسكرياً وسياسياً؛ وأن توغل المقاومة الفلسطينية بعمق عشرات الكيلومترات داخل حدود الكيان وأسر جنرالات الحرب بملابس النوم كان في حقيقة الأمر تعرية للقوة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، في عملية غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع إسرائيل.
تتكرّر الحروب، فتكوّن سِمةً خاصة لسلوكنا البشري على مرّ الزمن. أي شعب لم يتعرض لإبادة ما أو مذبحة ما؟ كل الشعوب أصابتها الويلات، أكان ماضياً أم حاضراً. فيما "تاريخ البشرية هو تاريخ الحرب" لا أكثر، كما يُردّد منظر العلاقات الدولية الأكثر شهرة ريمون أرون، ناقلاً عن سلفه الفيلسوف إيمانويل كانط.
مع دخول حرب غزة أسبوعها العاشر، تصاعدت وتيرة الموقف العسكري في جبهة جنوب لبنان كما في مضيق باب المندب مع قرار جماعة "أنصار الله" في اليمن منع عبور السفن التي تنقل البضائع إلى الموانىء الإسرائيلية، فيما استمر إستهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وفي هذه الأثناء، إكتفت كل من إيران وأمريكا حتى الآن بتبادل الإتهامات والتلويح باتخاذ الخطوات الردعية المناسبة!
من بين العديد من الجوانب اللافتة للنظر في عملية "طوفان الأقصى" التي نفذها مقاتلو الفصائل الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني في 7 تشرين الأول/أكتوبر، هناك جانب لم يحظ إلا بقدر ضئيل نسبياً من الإهتمام والتدقيق، إنه الموقع الذي انطلقت منه العملية: غزة. فمن عجيب المفارقات أن حصار 19 عاماً بدلاً من أن يعزلها ساعدها في أن تعود إلى مركزية النضال الفلسطيني وأن تعيد معها القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي. كيف؟ هذا ما تشرحه ليلى سورات(*) في هذا التقرير.
كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث عن القرار الدولي رقم 1701 الصادر عام 2006 وتم بموجبه تعزيز قوات الطوارىء الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل) منذ العام 1978 ليصبح عديدها، وفق القرار، 15 ألف جندي. وفي الواقع ومنذ البدء بتنفيذ القرار القديم ـ الجديد، لم يتجاوز عدد أفراد "اليونيفيل" الأحد عشر ألف جندي.
هي مدرسة وائل الدحدوح وأكثر. وقف مؤمن الشرافي، مراسل تلفزيون "الجزيرة"، ينعي واحداً وعشرين من أهله على الهواء مباشرة. نعاهم، وأكمل عمله. زميله في القناة نفسها، أنس الشريف، نعى بالأمس والده الذي استشهد في مخيم جباليا وهو يؤدي الصلاة.. على الدرب نفسه، نعى مراسل تلفزيون "فلسطين" في غزة سلمان البشير زميله محمد أبو حطب وكل أفراد أسرته. صحافيون يقولون أنظروا هنا دماء أهلنا، ويتابعون الطريق بإصرار لفضح همجية الصهيوني وعدوانيته.
الضرورة الوطنية جعلت الاعتماد على الذات بمثابة معركة تنموية جديدة لا بد من خوضها. فكرة الصين في اعتمادها على ذاتها هي ليست مجرد فكرة نشأت في الحاضر إنما لها جذورها في الماضي وغصونها في المستقبل؛ هي فكرة استخلصتها الصين على مر تاريخ طويل، فالوصول إلى هذا الحاضر المتقدم ما كان ليتم لولا ألم الماضي.
عبر 75 عاماً من الصراع العربي الصهيوني، عوّلت البرجوازيات العربية كثيراً على الشرعية الدولية ومؤسساتها ومقرراتها، وعبر تلك الأعوام، لم يُنتج هذا التعويل، وتلك الدعوة لاحترام الشرعية الدولية والالتزام بمواثيقها ومؤسساتها سوى الهزيمة والارتهان.