
سنة بعد سنة، يُثبت هذا النظام الطائفي اللبناني المهترئ فشله الذريع كونه أسير المحاصصات الطائفية؛ لذا، بات من المُلحّ أن ينتقل لبنان من النظام الطوائفي السائد إلى دولة مدنية ديموقراطية عصرية تُلبّي طموحات الأجيال المستقبلية.
سنة بعد سنة، يُثبت هذا النظام الطائفي اللبناني المهترئ فشله الذريع كونه أسير المحاصصات الطائفية؛ لذا، بات من المُلحّ أن ينتقل لبنان من النظام الطوائفي السائد إلى دولة مدنية ديموقراطية عصرية تُلبّي طموحات الأجيال المستقبلية.
يكثر الكلام حول الفيدرالية في هذه الأيام. لبنان هو في الأساس، ومنذ أن أنشئ، فيدرالية طوائف، لكنه كان فضاء إدارياً واحداً. تريد بعض الطوائف أن تجعل منه عدة فضاءات إدارية. لكل طائفة إدارتها ذات مجتمع منغلق، وكما يقول البعض، يتظهّر فيه "الوجدان" الطائفي. وقد استخدم هذا التعبير أحد عتاة الدعوة الى الفيدرالية. ولا تجتمع الطوائف-الأقوام إلا في مسائل تتعلق بالسياسة الخارجية. وربما العملة الموحدة.
أعترف أن حال أمتي لا يعجبني. أمتي التي أتحدث عنها هي مجموعة الشعوب العربية وتسكن أرضاً تمتد بين الخليج في الشرق والأطلسي في الغرب. تقاربت مع شعوب في الجوار عبر القرون ومن خلال عقائد دينية ومصاهرات ومصالح، تقاربت حتى تشابهت جميعها أو كادت. ثم تدهور حالها، أقصد حال أمتي، حتى أنهم كتبوا في وصف قدرها ومكانتها ما يملأ جزءاً معتبراً من تقرير صدر عن جامعة جونز هوبكنز عنوانه "مؤشر البؤس العالمي".
نافلة لهذا المقال: الربيع العربي انتهى! وحلم الديموقراطية في العالم العربي مؤجل إلى زمن غير معلوم.
تمثل إعادة انتخاب رجب طيب إردوغان رئيساً لتركيا من جديد، منعطفاً حاسماً. صحيح أنه يمكن القول إن إردوغان سلطانٌ لا جدال فيه، بالنظر إلى الفوز الذي حقّقه برغم التحديات الكبيرة التي رافقت الانتخابات الأخيرة. لكن الذي سيحدد ما ستعنيه ولايته المقبلة بالنسبة لمستقبل بلاده، وربما المنطقة والعالم، هو الدور المتنامي لروسيا كـ"داعم ونموذج رؤى أساسية" للإردوغانية الجديدة، بحسب سونر كاجابتاي، في تقرير نشره موقع "فورين أفيرز" (*).
توقع محللون غربيون أن تفضي الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال الأشهر التسعة الماضية إلى تغيير سياسي ما، وأن الجمهورية الإسلامية ستنهار ببساطة. لكن أياً من هذا أو ذاك لم يحدث. فالإحتجاجات هدأت وتبين أن المتظاهرين لم ولا يشكلون أي تهديد وشيك للنظام، وأن أكثر ما يقلق النخبة الإيرانية اليوم هو من سيخلف المرشد الأعلى علي خامنئي، بحسب علي رضا إشراغي، في تقرير نشره موقع "فورين أفيرز".
على الرغم مما ظهر لدى العرب من انخراط فائق في السياسة، منذ العام 2011، إلا أن السياسة تبدو لديهم كما لو أنها "صفحة بيضاء"! بتعبير مستعار من بول ريكور، بمعنى أنها لم تنزل منزلتها المطلوبة في فضاء التفكير والتقدير والتدبير، وقد يمضي وقت طويل قبل أن يحدث ذلك. وتبدو السياسة هي الغائب الأكبر في المشهد.
احتفلت الولايات المتحدة يوم الاثنين 29 أيّار/مايو الفائت بيوم الذكرى (Memorial Day)، أي عيد الشهداء الذين سقطوا في حروب أميركا. تسمية تلك الحروب تتطلب من دون شكّ مجلدات ومجلدات، وهي دليل على ولّع المجتمع الأمريكي بالجهاد، وأنّ أمريكا هي دولة الجهاد الأكبر.
تاريخياً، البلقان برميل بارود. توترات ونزاعات وحروب آخرها عام 1999 عندما دمّر حلف شمال الأطلسي (من دون تفويض من الأمم المتحدة) صربيا وإنتزع منها تنازلاً غير رسمي عن إقليم كوسوفو وأقام سلاماً هشاً محروساً بالآلاف من جنود الحلف.
رأينا في ما سبقَ من هذا الحديث (بعنوان: "متى نخرجُ من هذه الحياة، ونرتاح؟") أنّ وضع الحياة الدّنيا هذه مذرٍ بلا أدنى شكّ، والشّرّ والظّلم والمعاناة في سدّة الحكم في كلّ مكان.. أقلّه في الظّاهر. الوضعُ في هذا العالم الظّاهر صعبٌ ومُظلمٌ، ولا بُدّ إذن من "الفرار" سريعاً، كما قلنا سابقاً: من الله.. إلى الله! (وهل يُمكن الفرار مِن-هُ إلّا إلي-هِ مولانا؟ وذلك ما سنعود إليه في الأجزاء اللّاحقة إن شاء الله).