الاشتراكية Archives - 180Post

banksy.jpg

ضجةٌ تصم الآذان في الغرب حول صعود اليمين المتطرف. إذ أنهم طالما اعتبروا أن لديهم مناعة ضد ذلك، وأن طبيعتهم الأخرى هي الليبرالية التي تتناقض مع كل أنواع الأصولية، سواء كانت دينية، أو سياسية، أو اجتماعية، وأن التيار المحافظ والتحوّل الى الأصولية سيبقى هامشياً في مجتمعاتهم التي سوف تحافظ بنظرهم على نقائها بغض النظر عن بعض الشوائب.

Chomsky-3.jpg

يجب على واحدنا أن يكون حراً لكي يتعلم كيف يستخدم قوته بشكل حر ومفيد. بالطبع، ستكون المحاولات الأولى عنيفة، وستقود إلى وضع أشد إيلاماً وخطورة من الوضع السابق في ظل الهيمنة، ولكن أيضاً تحت حماية سلطة خارجية. ومع ذلك، يمكن للفرد أن يحقق المنطق فقط عبر تجاربه الخاصة، ويجب على واحدنا أن يكون حراً لكي يتمكن من القيام بها.

Chomsky-2.jpg

قد تبدو عملية جمع الماركسية والفوضوية تحت عنوان واحد كما فعلت أنا (تشومسكي) خيالية الآن، نظراً للعداء المتبادل عبر القرن الماضي بين الماركسيين والفوضويين. بدءاً من العداء بين (كارل) ماركس و (فريدريك) إنجلز من ناحية، ومن ناحية أخرى كمثال، ما بين (بيير جوزيف) برودون و(ميخائيل) باكونين خلال القرن التاسع عشر.

Chomsky-1.jpg

أعتقد أن مفاهيم الاشتراكية الليبرتارية (التحررية)، وبذلك أعني طيفاً من أطياف التفكير بدءاً من اليسار الماركسي وصولاً إلى الفوضوية، أعتقد أن هذه المفاهيم صحيحة في أسسها وأنها الامتداد المناسب والطبيعي لليبرالية الكلاسيكية نحو حقبة المجتمع الصناعي المتقدم، بالتناقض فيما يبدو مع مفهوم اشتراكية الدولة، تلك التي تحولت إلى البلشفية، وكذلك مع رأسمالية الدولة، أي دولة الرعاية الاجتماعية الحديثة.

GettyImages-1156338409.jpg

يتعالى الحُكّام على شعوبهم. افترضوا أنهم يحكمون مجتمعات يتآكلها الفقر والمرض، وأن الحداثة تقتصر عليهم وعلى حاشيتهم. أطلقوا برامج تحديث من فوق. تجاهلوا أن مجتمعاتهم أكثر حداثة منهم، وأن توقها للحرية يفوق كل اعتبار، وأن قمعهم لشعوبهم واضطهادهم لها ليس له ما يبرّره إلا التسلّط والتعالي. انفكت عرى التفاهم مع شعوبهم وصار الواحد منهم لا يختلط بالناس ولا يظهر في المناسبات إلا خطيباً من وراء الستار.

karl_marx_200__rainer_hachfeld.jpg

قد يكون صادمًا القول إن الحلم اليساري، الذي كان واعدًا في القرن العشرين قد ولّى. مثل هذا القول يتجاوز بعض الآراء التي تعتبر أن النظرية الماركسية صحيحة، لكن العيب في التطبيق، وأن الذي أفسدها، هم جماعة من المُحرّفين والطغاة والحزبويين المأخوذين بالشمولية والأحادية وادّعاء الأفضليات والزعم بامتلاك الحقيقة!