
انقسم المشهد السياسي الإيراني بشأن المشاركة الإيرانية في مؤتمر "شرم الشيخ" الذي دعت إليه مصر من أجل التوقيع على اتفاق غزة، والذي حضره أيضًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب عدد من الدول الأوروبية والآسيوية والإقليمية.
انقسم المشهد السياسي الإيراني بشأن المشاركة الإيرانية في مؤتمر "شرم الشيخ" الذي دعت إليه مصر من أجل التوقيع على اتفاق غزة، والذي حضره أيضًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب عدد من الدول الأوروبية والآسيوية والإقليمية.
تختصر القضية الفلسطينية قرناً من الصراع بين مشروعين متناقضين: مشروع استعماري استيطاني إحلالي غربي غُلّف بالشعار الصهيوني، ومشروع تحرّري عربي فلسطيني حاول مقاومة التفكيك والاقتلاع. منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى قمة شرم الشيخ في تشرين الأول/أكتوبر 2025، تعاقبت المبادرات والمفاوضات، وتبدّلت العناوين من “الأرض مقابل السلام” إلى “السلام الاقتصادي”، فيما ظلّ جوهر الصراع واحداً: من يملك الحق في الأرض والهوية والسيادة؟
هناك شبه إجماع على أن وقف النار وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، هو الجزء الأسهل من الخطة التي تتضمن 20 بنداً. أما تثبيت وقف النار بما يشكل وقفاً تاماً للحرب المستمرة منذ عامين، فذاك هو التحدي الأكبر الذي يواجهه ترامب. وبحسب التجارب السابقة، لا يوجد يقين بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن ينكث بتعهداته مجدداً ويستأنف العمليات العسكرية، بعد أن يستعيد كل الأسرى الإسرائيليين، الأحياء منهم والقتلى.
أحسب أن حركة حماس كانت تُدرك أنها قامت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعملية عسكرية غير مسبوقة، لكنها ربما لم تكن تملك تقديراً دقيقاً لحجم وأثر عملية "طوفان الأقصى" ولعلها فوجئت بمفاعيلها على الأقل، الأمر الذي حملني على وصفها بـ"دوسة في بيت نمل". ولعل أفضل وسيلة لقياسها حجماً وتأثيراً تكمن في مقارنتها بعمليات سابقة أدت إلى حروب شاملة.
وقّعت السعودية وباكستان، يوم ١٧ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٥ اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك تنص على أن "أي عدوان على أي من الدولتين يعد عدواناً عليهما". جاء هذا الإعلان بعد نحو أسبوع على العدوان الإسرائيلي المفاجئ وغير المسبوق على العاصمة القطرية في ٩ أيلول/سبتمبر.. نحاول مقاربة هذه الاتفاقية من زوايا سياسية وجغرافية واستراتيجية وتأثيراتها على الدول المعنية.
في لحظة مشحونة بالتحولات الإقليمية والدولية، وقّعت السعودية وباكستان اتفاقية دفاع مشترك اعتُبرت خطوة تاريخية تحمل في طياتها أبعادًا استراتيجية تتجاوز حدود التعاون العسكري التقليدي. فالعلاقة بين الرياض وإسلام آباد ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لأكثر من ثمانية عقود من التفاعل السياسي والاقتصادي والعسكري، غير أن توقيع هذه الاتفاقية في هذا التوقيت يعكس طبيعة الرسائل المركبة التي ترغب الدولتان في إيصالها إلى الإقليم والعالم.
ترى دول الشرق الأوسط، وبشكلٍ متزايد، أن إسرائيل هي التهديد الرئيسي المُشترك لها، لأنها- بحربها على غزة وغير غزة، وسياساتها العسكرية التوسعية- تحاول إعادة صناعة شرق أوسط جديد على مقاس طموحاتها الإستراتيجية وبطرق لم يتوقعها كثيرون ولن تُرضي كثيرين. ويزداد أيضاً اليقين بأن الولايات المتحدة، إذا ما استمرت في دفع تكاليف هذه "الصناعة" و"العدوانية"، ستخسر كل حلفائها في المنطقة وربما خارج المنطقة أيضاً.. وستندم، بحسب "فورين أفيرز".
لا يُمكِن لأيّ إنسان يمتلك أدنى حسٍّ بالإنسانية والعدالة إلاّ أن يفرَح باعتراف مجموعةٍ كبيرةٍ من الدول أخيراً بالدولة الفلسطينيّة. وبخاصّةً أنّ علم فلسطين والكوفية الفلسطينيّة قد أصبحا رمزين أساسيين لحركات الشباب والطلاب حول العالم ولكلّ من يناضل من أجل العدالة وضدّ التطرّف وقمع الحريّات والجنون الذي تتّجه إليه الكثير من دول العالم، وبالتحديد فيما يسمّى الغرب، من أوروبا إلى الولايات المتحدة.
حذَّر الكاتب والصحافي الفرنسي آلان غريش(*) من أن "حمَّام الدمّ" مستمر والحرب ستطول ما لم يتم التوصل لمشروع يحفظ حقوق الفلسطينيين. وقال في مقابلة أجرتها معه "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، إن على الغرب التوقف عن معاملة الفلسطينيين كـ"مواطنين من درجة ثانية"، وتركهم يقررون مصيرهم بأنفسهم. وإن السياسة التي تنتهجها إسرائيل "لا تُنتج سلاماً ولا اتفاقات مُستدامة، بل قد تنتهي بعواقب وخيمة على نفسها". وأشار إلى أن هدف نتنياهو هو إبقاء جبهات الحرب مفتوحة مع إيران، ولبنان، وسوريا، وأنه يسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة بحيث تكون إسرائيل القوة المهيمنة الوحيدة. وتوقع أن أي عملية إسرائيلية جديدة ضدَّ إيران لن تنجح، وأن الانقلاب على نظام طهران من الخارج "مستبعد ومرفوض من الإيرانيين أنفسهم". وفي ما يلي نصُّ المقابلة:
أيُّ تاريخٍ سيتغافل عن هذا الهوان؟ أيُّ سجلّ قادر على محو حقيقة أنّ منظومات الحكم العربية، ومعها جوقاتٌ من نخبٍ مُترفة، تركت أطفالًا يموتون قصفاً وجوعاً في غزة من دون أن ترتجف لها جفون؟