ليس من المبالغة القول إن نتائج عملية "طوفان الأقصى" لن تقتصر على إسرائيل، بل ستكون لها تداعيات على الواقع الجيوسياسي في المنطقة والعالم.
ليس من المبالغة القول إن نتائج عملية "طوفان الأقصى" لن تقتصر على إسرائيل، بل ستكون لها تداعيات على الواقع الجيوسياسي في المنطقة والعالم.
"حزب الله هو الطرف الذي يجب مراقبته عن كثب لمعرفة التداعيات التي ستؤول إليها عملية طوفان الأقصى بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة ككل". هذا ما يراه مارتن إنديك، عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، الذي أكد في حديث مع "فورين أفيرز" أن "النظام الأمني والإستخباراتي في إسرائيل "فشل بالكامل.. والإستخبارات الأميركية أيضاً تتحمل المسؤولية"، وأن إسرائيل في مأزق حقيقي وأمام خيارات أحلاها صعبٌ ومر". وفي ما يلي بعض ما جاء في المقابلة.
كسرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخطوط الحمر وغيّرت قواعد اللعبة باقتحامها مستوطنات "غلاف غزة"، لتضع إسرائيل في حالة إرباك لم تشهدها منذ 50 عاماً بالضبط، عندما فاجأ الجيشان المصري والسوري الدولة العبرية باقتحامهما خطوط الجبهة في سيناء ومرتفعات الجولان في وقت متزامن مستعيدين زمام المبادرة العسكرية بعد ظهر يوم سبت من 6 تشرين الأول/أكتوبر 1973.
هنري لورانس، مؤرِّخ فرنسيّ وأستاذٌ حائزٌ على كرسيّ تاريخِ العالم العربيِّ المعاصِر في الكولّاج دو فرانس ـ باريس. في نصه الأخير المنشور في "اوريان 21" (ترجمة دينا علي إلى العربية)، يُقدم رواية تاريخية لوقائع حرب تشرين/أكتوبر 1973 هذا معظم ما ورد فيها:
كان ولا يزال التطبيع بين أى دولة عربية وإسرائيل بمثابة هدف رئيس للبيت الأبيض بعيدا عن هوية الرئيس القابع داخله، أو انتمائه الحزبى. ولا يختلف الأمر كذلك فى الجانب الإسرائيلى الذى يرى فى أى خطوة تطبيعية مع أى دولة عربية أو إسلامية نجاحا لا يرتبط بهوية رئيس وزرائها أو انتمائه الحزبى.
نجحت الجهود الدبلوماسية التي بذلها الجانبان الإيراني والسعودي في إعادة العلاقات بين البلدين إستجابة للمبادرة الصينية التي رعاها الرئيس الصيني شي جين بينغ في آذار/مارس الماضي.
هل أصبح التطبيع بين السعودية وإسرائيل طريقاً لا رجعة فيه؟ وما هي ملامح الصفقة التي يعمل عليها الجانبان برعاية الإدارة الأميركية؟ وما هي الدوافع لإبرام هذه الصفقة التي تُعدّ حلماً للكيان الإسرائيلي واختراقاً غير مسبوق ربما يوازي أو يفوق تأثيراً إتفاقية كامب ديفيد؟
يُحدّد الكاتب في "هآرتس" ألون بنكاس عدداً من الافتراضات التي تقوده للقول إن الرئيس الأميركي جو بايدن يرغب بإنجاز صفقة بين الرياض وتل أبيب قبيل موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية في خريف العام 2024. ماذا جاء في مقالة بنكاس؟
إختتم الرئيس السوري بشار الأسد زيارته إلى الصين بتوقيع إتفاقية شراكة إستراتيجية بين البلدين، ستترك بصماتها ليس على مستقبل العلاقة بين دمشق وبكين بل على موقع سوريا المشرقي في مشروع "الحزام والطريق" الصيني في مواجهة مشروع "الممر الهندي" العابر من مومباي إلى الإمارات والسعودية ثم "إسرائيل" باتجاه أوروبا.
يبدو أن مساعي إدارة جو بايدن إلى تطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية لا تقتصر فقط على إدماج إسرائيل في الإقليم وتعزيز التكامل، المتعدد الأبعاد، بين دوله، بل تتعلق كذلك بتمكين إسرائيل من أن تكون طرفاً فاعلاً في مشروع اقتصادي عالمي كبير كان بمثابة الموضوع المشترك الذي تناوله ولي العهد السعودي في حديثه إلى قناة "فوكس نيوز" الأميركية، في 21 أيلول/سبتمبر الجاري، وتطرق إليه الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في اللقاء الذي جمعهما في نيويورك، في 20 من الشهر الجاري، ثم أشار إليه هذا الأخير في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 من الشهر نفسه.