
عموماً كلّ الكلام صعب. وثمن العزّة ثقيلٌ ثقيل. نستسخف فعل الكتابة أمام هول المجازر. العجز مُخجل. تُقصفُ نصوصنا بمشهدٍ من مشاهد المحرقة الرهيبة في غزة، وفي لحظة غضبٍ مهول وتحسس للمسؤولية، يستجمع الحرف/الدم نفسه، ويسيل.
عموماً كلّ الكلام صعب. وثمن العزّة ثقيلٌ ثقيل. نستسخف فعل الكتابة أمام هول المجازر. العجز مُخجل. تُقصفُ نصوصنا بمشهدٍ من مشاهد المحرقة الرهيبة في غزة، وفي لحظة غضبٍ مهول وتحسس للمسؤولية، يستجمع الحرف/الدم نفسه، ويسيل.
يبقی عنصر “المفاجأة” أو ”المباغتة” هو العنصر الأهم الذي ميّز عملية "طوفان الأقصى" التي لم يشهد تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي مثيلاً لها منذ العام 1948 حتى الآن.
أعرف أن خبر الساعة وكل ساعة قادمة هو العدوان الوحشى الهمجى الإسرائيلى على المدنيين فى قطاع غزة منذ أسبوع كامل والمحاولات الإسرائيلية ليس فقط للقضاء على المقاومة، ولكن لمحو القطاع من الوجود حتى تستريح إسرائيل نهائيا من صداع غزة المستمر منذ عام ١٩٤٨ وتصفية القضية وترحيلها إلى مصر لتصبح أزمة مستمرة لعقود.
"حط السيف قبال السيف.. نحن رجال محمد ضيف!"، هتافٌ له وقع وتأثير خاصين جداً، نظراً لما يمثله الشخص المعني بهذا الهتاف، ومعنى الرسالة التي يحملها في طياته. نسمع صداه في كل مواجهة بين الفلسطينيين وقوات الكيان المحتل، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية. وكان له أكثر من صدى آخر عندما هتف به المئات في "ساحة الإرادة" في الكويت، في "جمعة طوفان الأقصى".
الشيء بالشيء يذكر. كثُرَ الحديث مؤخراً عن نكبة فلسطينية جديدة. وتحدث كثيرون عن ان الاحتلال يرمي إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو طردهم من غزة.
أعادت عملية "طوفان الأقصى" خلط الأوراق لدى الأميركيين والإسرائيليين، ووضعت المنطقة - وليس فقط قطاع غزة - على حافة مواجهة مفتوحة على إحتمالات مختلفة.
ما حصل فجر السّابع من تشرين الأوّل/أكتوبر من عام ٢٠٢٣، في ما يُسمّى بغلاف قطاع غزّة: شيء عظيم وعظيم جدّاً. لماذا؟
كما أن لاحتلال فلسطين أثر مهم على انتكاسة نهضة الأمة العربية، فإن لبدء نهوض المقاومة العربية في فلسطين أثر مهم في حماية المحيط العربي. وبما أن "إسرائيل" هي ذراع للأطلسية في منطقتنا، فإنه لا يمكننا قراءة المشهد الحاصل في عملية "طوفان الأقصى" إلا في ضوء عالم جديد يتشكل حالياً.
حصل ذلك أيضاً في شهر تشرين الأول/أكتوبر، قبل خمسين عاماً بالتحديد، في عام 1973. كانت الجيوش المصرية والسورية قد عبرت خطوط وقف إطلاق النار لتُلحق خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي، فارتجّت تل أبيب لهول ما وقع. فرغم حصول أجهزة استخباراتها على معلومات تفيد بهجوم وشيك، التحفت القيادة السياسية بغطرستها: أنّى للعرب الذين هُزموا في عام 1967 أن يكونوا قادرين على القتال؟ فبالنسبة للإسرائيليين، كان من الممكن أن يستمر احتلال الأراضي العربية دون ردود فعل وإلى أجل غير مسمى.