احتفل الرئيس الأمريكى جو بايدن بمرور نصف عام على دعمه غير المشروط لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد شعب غزة من خلال التظاهر بأن خلافات واسعة تضعه فى مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
احتفل الرئيس الأمريكى جو بايدن بمرور نصف عام على دعمه غير المشروط لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد شعب غزة من خلال التظاهر بأن خلافات واسعة تضعه فى مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
ليس تفصيلاً أن تتحرك الولايات المتحدة بشكل جدي هذه المرة لفرض هدنة في قطاع غزة، بعدما باتت الإدارة الديموقراطية تستشعر بالأثر السلبي للحرب على حملة جو بايدن الإنتخابية من جهة وما يمكن أن يُشكّله استمرار الحرب من تهديد لمصالح واشنطن وعدد من حلفائها في المنطقة من جهة أخرى.
مسلسل الرعب الصهيوني الجديد الذي نراهُ بأعيننا ونعرف أنّه كابوس فعلي على أهل غزّة والضفّة كشف حقيقة النظام العنصري الإسرائيلي، تحديداً أمام داعميه من يهود وغير يهود، ممن افتخروا به ولقّبوه بـ"الديمقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط". هذا الجنون النازي حتماً ستكون له تداعيات عميقة وكبيرة على مستقبل الكيان الغاصب.
تطوران حدثا الأسبوع الماضي وأمليا على الرئيس الأميركي جو بايدن التلويح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"عواقب" في حال لم يحدث تغييراً في سياسته المتبعة حيال غزة: الأول هو قصف القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين الماضي وقتل مسؤول "قوة القدس" في سوريا ولبنان الجنرال محمد رضا زاهدي مع ستة من مساعديه، والثاني هو قصف قافلة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) على ساحل غزة، ما أدى إلى مقتل 7 من المتطوعين في الجمعية الخيرية لمؤسسها الأميركي الإسباني خوسيه أندريس.
أقدمت إسرائيل على تصعيد كبير وخطير باستهدافها السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي أدى إلى مقتل قائد فريق المستشارين الإيرانيين في سوريا العميد محمد رضا زاهدي ونائبه العميد محمد هادي حاجي رحيمي وخمسة آخرين من المستشارين. هذه العملية أربكت وضعاً إقليمياً غير مستقر أصلاً وطرحت أسئلة الرد الإيراني علی الإستهدافات الإسرائيلية المتكررة للمستشارين العاملين في سوريا.
بحساباته السياسية المتعارضة وأثمانه الإنسانية الباهظة، يبدو الاجتياح الإسرائيلى المحتمل لمدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر مأزقًا مستحكمًا يصعب تجاوزه، أو الحد من أخطاره الماثلة.
"الضرر الذي لحق بسمعة إسرائيل قد يجعل مواصلة القتال في غزة أصعب خاصة أن التهديد الحقيقي يأتي من إيران وأذرعتها ولا سيما حزب الله. وبالتالي ردع هؤلاء يتطلب تحالفاً عسكرياً مع أمريكا التي تحتاج إلى دعم الحزبين بالإضافة إلى دعم دول الخليج العربية"، هذا هو الإستنتاج الذي يخلص إليه تقرير مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية بتاريخ الحادي والعشرين من آذار/مارس 2023.
بن كسبيت، الكاتب الإسرائيلي المعروف، يُحاول في هذه المقالة التي نشرتها صحيفة "معاريف" أن يكشف الأهداف الحقيقية التي جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يذهب إلى هذا الحد في افتعال أزمة مع الولايات المتحدة: إنّه قانون التهرُب من الخدمة العسكرية الكارثي.
على الأرجح، لولا مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة في "البرج 22" في 28 كانون الثاني/يناير الماضي، لما ضرب البيت الأبيض موعداً لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعد مماطلة طويلة. لكن المشهد أكثر أهمية منذ ذلك: هناك "دفرسوار عراقي" في جبهات "المساندة" لغزة، ومن الواضح أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يريدها له أن يدوم.
في ما يشبه الدوران في حلقة مفرغة، تجري المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة الأسابيع الستة في قطاع غزة، مثقلة بالتهديد الإسرائيلي باجتياح رفح واخفاق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في ممارسة ما يكفي من الضغوط على اسرائيل لخفض التصعيد والانخراط في مسار سياسي.