
يسلط أنطوان شلحت، كبير الباحثين، في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) الضوء على الدوافع المعلنة وراء قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشن حرب ضد إيران وما هي الغايات الممكنة أو تلك التي يصعب تحقيقها.
يسلط أنطوان شلحت، كبير الباحثين، في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) الضوء على الدوافع المعلنة وراء قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشن حرب ضد إيران وما هي الغايات الممكنة أو تلك التي يصعب تحقيقها.
«أحكمنا الآن السيطرة التامة على أجواء إيران، كانت لدى طهران منظومات رصد ودفاع جوى، لكنها لا تضاهى التقنيات المصنعة والمصممة عندنا، نعرف بدقة موقع المرشد على خامئنى، هو هدف سهل لنا، لكننا لن نستهدفه الآن تفاديا لإصابة مدنيين أو جنودنا، صبرنا ينفد، وعلى سكان طهران إخلاؤها فورا، وعلى إيران الاستسلام من دون شروط».
تنفس بنيامين نتنياهو الصعداء، وحقق حلماً راوده أكثر من ربع قرن، وأقترب من تتويجه ملكاً على "إسرائيل"، بُعيد شروعه بضرب المشروع النووي الإيراني، لكن هذا الحلم دونه عواقب جمّة ووخيمة في آن واحد.
باتت المعادلة واضحة. لا شيء يملكه الإسرائيلي أكثر جدوى من سلاحه الجوي لإصابة بنك من الأهداف على الأرض الإيرانية. ولا شيء تملكه إيران أفضل وأكثر جدوى من ترسانتها الصاروخية التي وفّرت لها تحقيق الحد الأدنى من التوازن. من يكسر هذا التوازن وكيف؟
أدخل الهجوم "الإسرائيلي" المباغت على إيران منطقة الشرق الأوسط في متاهة حربٍ لا أحد يستطيع التنبؤ لا بنتائجها ولا بتوقيت نهايتها. وبمعزل عن الضربة القاسية التي تلقتها إيران والمتمثلة بخسارة قادة عسكريين وأمنيين وعلماء نوويين إضافة إلى تضرر مواقع نووية ومنشآت عسكرية وحيوية، من السذاجة الظن أنها سترفع الراية البيضاء.. وإذا كان هذا الأمر مستبعداً، فما هي السيناريوهات المرتقبة؟
أنقذت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد إيران، رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون ودفعته إلى مراجعة أجندته الفلسطينية. حُدّد يوم الأربعاء، 18 يونيو/حزيران، موعداً لما سُمّي «مسار السلام» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. حدّد ماكرون هدف مبادرته التي كان يريد أن يقوم بها برفقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: إعادة إحياء حل الدولتين.
ما كان افتراضاً نظرياً، انقلب الآن إلى حقيقة واقعة: إدارة دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو مارستا أعلى درجات "الخداع الاستراتيجي" مع إيران، بهدف إنجاح عامل المفاجأة التامة في الهجوم العسكري والأمني الإسرائيلي الكبير على الداخل الإيراني.. وجاءت النتائج ليس فقط ناجحة، بل مذهلة أيضاً. كيف؟
بعد سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية المُكثفة على إيران، بدأت فجر اليوم، الجمعة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن "العملية تمت بنجاح". بدورها، توعَّدت طهران بالانتقام، وبدأ قادة المنطقة الاستعداد لمزيد من التصعيد والاضطرابات. فكيف يُمكن أن تتصاعد المواجهة بين الطرفين، وهل تتحول إلى حربٍ شاملة، ومفتوحة، تنجرّ إليها الولايات المتحدة؟ هذا ما يجيب عنه دانيال شابيرو(*)، المتخصص بسيناريوهات التوترات بين إسرائيل وإيران، وإعداد الخيارات الأميركية، في حواره مع مجلة "فورين أفيرز" الأميركية.
عندما تسأل أحداً من المحللين أو المراقبين عن مآلات المشهد السوري، يأتيك الجواب سريعاً أنه لا يُمكن البناء سياسياً على أساس ثبات المشهد. ثمة وقائع جديدة تواجه النظام الجديد تجعله يواجه تحديات البقاء أو الثبات. ولكل مسار من هذين المسارين آلياته وظروفه وحساباته.
تحتاج إيران ودول الخليج، اليوم، لبعضها البعض. ويحتاج كلا الجانبين إلى اتفاق نووي، إذا أمكن التوصل إليه، سيحل الاستقرار في المنطقة، ويتيح لدول الخليج فرصة أن تصبح محوراً لنظام إقليمي مُعاد تشكيله. فهم يتطلعون لنظام يكبح جماح كل من إيران وإسرائيل مع تمكين حكوماتهم، ويُبقي الحرب بعيدة عن شواطئهم، وفي الوقت نفسه يبقيهم بمأمن عن مطامع إسرائيل، التي بدأت تدّعي أنها القوة التي لا تُقهر في المنطقة، بحسب ولي نصر (*).