
على نحوٍ لم يخلُ من المفاجأة، صاغت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، أولوياتها في الشرق الأوسط، إذ قررت البدء من اليمن. محاولة تنطوي على اختبار لإيران ولدول الخليج العربية، على حد سواء.
على نحوٍ لم يخلُ من المفاجأة، صاغت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، أولوياتها في الشرق الأوسط، إذ قررت البدء من اليمن. محاولة تنطوي على اختبار لإيران ولدول الخليج العربية، على حد سواء.
اتسمت سياسة الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسمات غير معتادة من قِبل رؤساء سابقين له. وبرغم أن العديد منها كان يُعارض وبشدة، داخلياً وخارجياً، إلا أن إصراره عليها وثقته بنجاحها، دوناً عن البدائل المعتادة، يعطي إيحاءات بأنه لم يكن يتصرف على هذا النحو ارتجالاً، أو من دون بصيرة، إنما يمتلك أسساً نظرية وعملية يستند إليها.
لم تكد تمضي ساعات قليلة على إعلان جو بايدن استعداده لبحث القضايا الاشكالية مع روسيا، وطلبه من فريقه تزويده بتحديث حول المواضيع ذات الصلة بالعلاقات الروسية-الاميركية أو بالملفات الدولية المشتركة، حتى بادر إلى الاتصال بنظيره فلاديمير بوتين، في ما بدا أول عملية جس نبض بين الرجلين.
انفتاح الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن على اوروبا عموماً والفاتيكان خصوصاً، امر في غاية الاهمية. معه يصبح من الممكن فتح مسارات الحوار والتفاوض بعيدا عن لغة الحروب والسلاح الفتّاك المتمثل بالعقوبات والحصار. هذا هو الإنطباع الحالي في عاصمة الكثلكة في العالم.
مرّ العقد الثاني في الألفية الثانية. عقد حافل بالكثير من الوقائع التي يمكن أن يساعدنا تحليلها في فهم أفضل للصراع القائم ومساره لا سيّما في الإقليم بحيث يمكن الارتكاز عليها مفاهيمياً والتأسيس لأي تحليل أو مقاربة في قابل الأيام.
بول كروغمان، الكاتب الأميركي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، يتناول في مقالة نشرتها "نيويورك تايمز"، ما أسماه "إنحراف الحزب الجمهوري"، حتى من قبل ولاية دونالد ترامب.
نأى دونالد ترامب عن البيت الأبيض، فتنفست إيران، وبدأ ينجلي غبار العاصفة التي أثارها إنسحابه من الإتفاق النووي قبل عامين ونيف وما تخللها من لحظات توتر كادت تتحول في أحيان كثيرة، مواجهات ساخنة.
يرث جو بايدن من سلفه دونالد ترامب بلداً منقسماً على نفسه، معادياً لنصف الكرة الأرضية، وإقتصاداً يعاني ركوداً حالياً هو الأسوأ منذ أزمة 2009 بفعل أزمة كورونا، وفقراً يزداد حدةً، وتفاوتاً طبقياً ببونات شاسعة مهددة للتوازن الاجتماعي وربما السلم الأهلي أيضاً.
تتعدد مؤخراً التحليلات حول رسالة مفترضة من الرئيس السوري بشار الأسد الى اسرائيل، ولقاءات سرية اسرائيلية ـ سورية في قاعدة حميميم الروسية. أصلُ الخبر موقع "ايلاف" السعودي إستناداً إلى رواية "ضابط إسرائيلي" مجهول. تسريب تصدر عناوين نشرات تلفزيونية وصحف ومواقع عربية. ما مدى صحته؟
غادر دونالد ترامب البيت الأبيض تاركاً وراءه بلاده مشرذمة وحزبه الجمهوري على عتبة انقسام تاريخي، ومجتمعه يغرق في وباء قضى على اكثر من اربعمائة الف اميركي والبطالة زادت عن العشرة ملايين. ماذا أيضاً؟