
من المقرّر أن تُعقد المفاوضات الفنية بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي يوم السبت المقبل في مسقط، برئاسة رئيسي الوفدين، عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي.
من المقرّر أن تُعقد المفاوضات الفنية بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي يوم السبت المقبل في مسقط، برئاسة رئيسي الوفدين، عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي.
عُقدت، في سلطنة عُمان، جولة أولى من المفاوضات بين واشنطن وطهران، محورها الأساس الملف النووي الإيراني. الجولة الثانية ستعقد السبت المقبل. هناك هامش كبير لكي تنجح الدبلوماسية هذه المرة، وتُفضي إلى اتفاق لايزال مُمكناً: فإيران بحاجة إليه، ودونالد ترامب يريده. أما البديل فسيكون كارثياً على الجميع، بحسب كومفورت هيرو، في "فورين أفيرز".
فجأة إنتقلت إيران من الموقع الأميركي إلى الموقع النقيض. حصل ذلك في الحادي عشر من شباط/فبراير 1979. أسقط الثوار الإيرانيون الشاه محمد رضا بهلوي وأمسكوا بزمام السلطة لكن بلا خبرات في إدارة الحكم، داخلياً وخارجياً، ولا في كيفية الحفاظ على مصالح إيران الوطنية.
أثارت الحشود العسكرية الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط الكثير من اللغط علی خلفية التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران والتي عبّرت عنها الرسالة التي أرسلها للقيادة الإيرانية ويبدي فيها رغبة بلاده بفتح باب المفاوضات بشأن قضايا تهم الجانبين، وهي رسالة لم تستبعد الخيارات الأخری في حال فشل الخيار التفاوضي.
يرفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتيرة الحملة الجوية على الحوثيين في اليمن، ويدرس فريقَهُ مضمون الرسالة الجوابية التي أرسلتها طهران عبر سلطنة عُمان رداً على الرسالة التي بعث بها إلى القيادة الإيرانية واضعاً إياها أمام خيارين: التفاوض أو استخدام القوة للحؤول دون اجتيازها العتبة النووية.
بين السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2024، تاريخ الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران وبين ردة الفعل الإيرانية العالية السقف في الأيام الأربعة الأخيرة، ثمة فاصل زمني إحتاجته القيادة الإيرانية لأجل تقدير الموقف وتحديد إستراتيجية الرد على أول ضربة إسرائيلية للأراضي الإيرانية يُعلن عنها الجيش الإسرائيلي رسمياً.
لا يختلف اثنان على أن كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة عملا ما بوسعهما لمحاصرة إيران واحتوائها، وساهما في الحرب التي واجهتها مع العراق، وتورطا في العقوبات التي تتعرض لها منذ ولادة ثورتها في العام 1979 حتى يومنا هذا.
عقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي اجتماعه الدوري الذي لم يغب عن جدول أعماله الملف الإيراني علی خلفية زيادة حجم كمية اليورانيوم مرتفع التخصيب الذي يصل إلی نسبة 60 بالمئة؛ في الوقت الذي أرسلت فيه الحكومة الإيرانية الجديدة إشارات لفتح باب المباحثات مجدداً مع الجانب الغربي لتسوية المشاكل الحاصلة بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
في سابقة لم يشهدها تاريخ الصراع بينهما، شكّل استهداف إسرائيل لمبنى البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/أبريل الماضي، شرارة أول اشتباك مباشر بين طهران وتل أبيب.
لا أحد يملك جواباً حاسماً حول مآل المفاوضات الأميركية الإيرانية في سلطنة عُمان، في الأسابيع الأولى من العام 2024، وما كشفته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ثم "النيويورك تايمز" الأمريكية يصب في الخانة نفسه: عُمان أدارت مفاوضات بين وفد إيراني برئاسة علي باقري كني ووفد أمريكي برئاسة بريت ماكغورك، المنسق الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، وحتى الآن يتكتم الجانبان على مضمونها ونتائجها.