
لبنان مرةً جديدةً أمام الارتهان. كارثةٌ تتكرَّرُ منذ ما يُسمَّى "الاستقلال". الاستقلالُ وهمٌ ولعبةٌ. قطعةُ "أكسسوارْ" في دستورٍ لم يُطَبَّقْ وإنْ بِعوْراتِهِ. كان مجرَّدَ هُلامةٍ في بياناتٍ رئاسيّةٍ ووزاريّةٍ.
لبنان مرةً جديدةً أمام الارتهان. كارثةٌ تتكرَّرُ منذ ما يُسمَّى "الاستقلال". الاستقلالُ وهمٌ ولعبةٌ. قطعةُ "أكسسوارْ" في دستورٍ لم يُطَبَّقْ وإنْ بِعوْراتِهِ. كان مجرَّدَ هُلامةٍ في بياناتٍ رئاسيّةٍ ووزاريّةٍ.
في 2015، أشرفتُ على مشروع تخرّجٍ لأحد طلاّبي. كان فيلماً وثائقيّاً عن السجون السوريّة. ما زلتُ أذكر، كم عانت طالبتي وهي تتقصّى عن الموضوع. كادت تُصاب بالاكتئاب. كيف لا، وأحد أساتذة اللجنة الفاحصة لم يتمكّن من رؤية المَشاهد التي كانت تُعيد تمثيل عمليّات تعذيب السجناء. "لا أعرفُ يا دكتورة أيَّ عنوانٍ أختار"؛ فأجبتُها: "الداخل مفقود والخارج مولود".
ما حدث في سوريا ربحٌ صافٍ لرجب طيب أردوغان. مشاهد عودة السوريين من تركيا إلى وطنهم بعد "فتحها المبين"، تعطي الرئيس التركي دفعًا معنويًا وسياسيًا كبيرًا داخل أسوار تركيا وكذلك خارجها.
يقول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنه يريد إنهاء حرب غزَّة وتوسيع "اتفاقات أبراهام" بإضافة السعودية، وتخفيف الالتزامات العسكرية، وخفض أسعار الطاقة، وخلق صين أكثر طاعة، وإنهاء البرنامج النووي الإيراني. تحقيق هذه الأهداف "يتطلب مقايضات صعبة، واستراتيجية أكثر تعقيداً من مجرد مهاجمة إيران وحلفائها"، كما تقول المحللة سوزان مالوني في مقالة مطولة في "فورين أفيرز".
على شبكة «سى إن إن»، وصفحات «نيويورك تايمز»، ظهر أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولانى، ليتحدث للرأى العام الأمريكى والعالمى عن مآسى النظام السورى، ورؤيته لمستقبل سوريا المحررة من حكم بشار الأسد. وبعدما فضّلت دول الغرب لعقود طويلة الشيطان الذى يعرفونه، على عدم اليقين من نظام جديد قد يأتى بشيطان لا يعرفونه، يبدو أن الغرب لم يكن أمامه بديل عن التعامل مع الجديد القادم من جماعة إسلامية ذات صبغة متطرفة.
برغم أن الأردن ينضوي في حِلْفٍ معادٍ للحلف الذي كانت تنضوي فيه سوريا بشّار الأسد، لكن الكثير من القواسم الجيوسياسية تجعل مصالح البلدين الأمنية واحدة، قولًا واحدًا.
دمشق ليست مجرد مدينة عربية أخرى. لعلها، باعتبار التاريخ، أقدم مدن العرب. ولعلها، باعتبار الجغرافيا، قلب هذه الأمة. ولعلها، باعتبار السياسة الإقليمية العربية، العاصمة النشاز إن صح التعبير. ولعلها، حسب مشاركين في جلسة حوارية، ولاعتبارات عدة، تستحق أن تكون موضوع نقاش.
لا أعلم إن كان هناك من كان قادراً على التنبؤ بانهيار نظام بشار الأسد بهذه السرعة. فلو أن أحداً خاطبني قائلاً بأن المعارضة المسلحة ستصل إلى دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وبأن الأسد سيكون قد غادرها، لضحكت بغرور الباحث، وقلت: كم قتلتنا وتقتلنا الرغبوية!
إذا ما قُيّضَ لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أن ينجح، ويلتزم الطرفان بمندرجاته طبقاً لقرار مجلس الامن 1701، بصورة تُحقّق الحد الأدنى من الهدوء على جانبي الحدود، هذا لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد. كيف؟ ولماذا؟
في أعقاب الإطباق المذهل والسريع على السلطة في سوريا على يد تحالف من الإسلاميين بقيادة "جبهة تحرير الشام" والإعلان عن تعيين رئيس حكومة انتقالية، كثُرت أسئلة المحللين والخبراء والصحافيين، لكن بدل الانشغال في تفاصيل هذا الحدث، ربما يجدر بنا التوقف عند الدلالات العميقة لهذا التحول على مختلف الأصعدة. كما ينبغي التحلي بالجرأة لمحاولة استشراف ما قد يحمله المستقبل لسوريا والمنطقة.