
سنتوقف عند تطورين مهمين يتصلان بمجريات الحرب الإسرائيلية على غزة في شهرها العاشر؛ أولهما، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة. ثانيهما، المبادرة الصينية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
سنتوقف عند تطورين مهمين يتصلان بمجريات الحرب الإسرائيلية على غزة في شهرها العاشر؛ أولهما، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة. ثانيهما، المبادرة الصينية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
كتب حاييم رامون، وزير العدل الإسرائيلي السابق وعضو الكنيست السابق وأحد وجوه حزب "العمل"، قبل أن ينتقل إلى حزب "كاديما"، مقالة في صحيفة "معاريف" يتهم فيه مجلس الحرب وهيئة الأركان الإسرائيليين بتضليل الرأي العام الإسرائيلي. وفي ما يلي أبرز ما جاء في مقالته الطويلة:
الملف الفلسطيني بكل تشعباته من وقف اطلاق النار ودخول المساعدات والدعوة إلى المصالحة والتوافق وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة إعمار غزة، كانت كلها في صلب "أجندة" لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو، التي أكدت في بيانها على توافقها على التصدي للعدوان الإسرائيلي ولمشروعه تهجير الغزاويين من أرضهم والعمل على فك الحصار عن القطاع ورفض فصله عن الضفة.
لم تتوافر فرص حقيقية لنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة. المبادرة بنصوصها وسياقها أقرب إلى محاولة وسط حقول ألغام سياسية لإنهاء أكثر الحروب الحديثة بشاعة وتدميرا على ثلاث مراحل لا مرة واحدة بقرار دولى، كما سعت أغلبية ساحقة من دول العالم دون جدوى.
في الوقت الذي يتركز فيه الإنتباه على حرب غزة، فإن الضفة الغربية تبدو في ذروة قابليتها للإنفجار أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى. ويبدو أن حرب غزة هي التي ستفتح أبواب هذه الانتفاضة الجديدة، ما يعني قلب القضية الفلسطينية رأساً على عقب من جديد. لماذا؟
"دود الخل منه وفيه". يُضرب هذا المثل الشعبي الفلسطيني للتدليل على أن جزءاً من المشكلة التي تواجه الإنسان في بعض الأحيان تكون بسبب الإنسان نفسه.
الطابع الموقت لهدنة الأيام الأربعة في غزة، لا يلغي ما تعنيه من دلالات في السياسة. فهي تشكل أول تراجع إسرائيلي عن السقوف العالية، التي حدّدتها "حكومة الحرب" عند بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وهي "سحق" حركة "حماس" عسكرياً وسلطوياً واستعادة 240 أسيراً، قبل أي توقف للقتال.
ماذا بعد غزة والحرب عليها؟ إنه سؤال اليوم التالى بكل حمولاته السياسية والاستراتيجية والإنسانية المتفجرة. الإجابات تتعدد باختلاف المواقع، تتناقض وتتباين، بدرجات مختلفة من الحدة والعصبية، رغم أن الحرب لم تتوقف، ولا استبانت نتائجها الأخيرة.
منذ صدمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، صارت الولايات المتحدة أكثر تدخلاً في السياسة الإسرائيلية، سياسياً وعسكرياً، وصولاً إلى البحث في تفاصيل اليوم الذي سيلي توقف الحرب في غزة.
ما حدث فعلا هو طوفان أطاح بهيبة إسرائيل وسمعة جيشها ومخابراتها وأجهزة أمنها خاصة وأن الصفعة القوية لم تأتِ من دولة أو جيش نظامى بل من حركة صغيرة فى إقليم لا تتجاوز مساحته الـ 365 كيلومترا مربعا.