لم تشمل العقوبات الأميركية والأوروبية تحديداً مدفوعات الطاقة الروسية وصادراتها من المعادن للغرب. الولايات المتحدة وحدها فقط حظّرت استيراد الغاز والنفط الروسي. علماً أنها لا تستخدم الغاز الروسي، و7% فقط من حاجتها من الزيوت تستورده من روسيا.
لم تشمل العقوبات الأميركية والأوروبية تحديداً مدفوعات الطاقة الروسية وصادراتها من المعادن للغرب. الولايات المتحدة وحدها فقط حظّرت استيراد الغاز والنفط الروسي. علماً أنها لا تستخدم الغاز الروسي، و7% فقط من حاجتها من الزيوت تستورده من روسيا.
مع نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي وحلف "وارسو"، كان منتظراً أن تطوى صفحة حلف "الناتو"؛ وربما كان ينبغي أن ينهار، بزوال سبب وجوده. لكن "الناتو" لم يستمر فحسب، بل سعى بكل قوته من أجل توسيع قاعدة العضوية ولا سيما بإتجاه الجمهوريات السوفياتية السابقة. فاي مصير ينتظر هذا "الحلف" بعد أن أصبح اليوم "فاقداً للمصداقية"؟ هذا ما يناقشه الكاتب ستيفن بريان في موقع "آسيا تايمز".
ما هو الدّافع الذي يقود هذه الدولة أو تلك من أجل الإنحياز إلى قوّة أو جبهة عالميّة مقابل أخرى؟ إذا إبتعد الجواب عن السرديّة الطوباويّة والأخلاقية المُدّعاة، يمكن التوقف عند عنصرين حاسمين ومؤثرين: ميزان القوى وتشابك المصالح.
بعد عدة أشهر، يبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين السبعين من العمر، وخلال سنوات عمره السبعين قضى بوتين عشرين عاماً منها رئيساً للدولة الروسية.
سوف ينتصر فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا ثم يخسر نتائجها. ربح نابليون حروب أوروبا وخسر نتائجها. ربح هتلر وخسر النتائج. نابليون رضي بالنفي. هتلر انتحر. بوتين لا ندري.
لا شك أن ولي العهد السعودي يُدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان الوحيد من بين قادة العالم قرّر مصافحته بحرارة خلال قمة دول العشرين في الأرجنتين في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2018، في حين تجنبه بقية الزعماء، وأولهم صديقه الرئيس دونالد ترامب، وكان ذلك بعد نحو شهرين من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول على يد فرقة إغتيال سعودية.
غالبا، ما يأتي فلاديمير بوتين على ترداد السيرة التاريخية لأحد أهم قياصرة روسيا بطرس الأكبر (1672ـ1725) ويردد مصطلحاته ومفاهيمه، وكلها يندرج في إطار امبراطوري يتجاوز المفهوم السائد لـ"الدولة ـ الأمة"، وفي المقلب الآخر لم يخرج الغرب عن النظر إلى روسيا باعتبارها مشروعا أمبراطوريا لا ينكفىء، ومن الأقوال الشهيرة لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر "إن الروس يستبطنون دائما مشاعر امبراطورية، ولذلك يجب الحذر منهم على الدوام".
لا يتقدم سلاح لدى الإدارة الأميركية على سلاح العقوبات في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. السؤال الذي يتبادر للذهن: هل سترضخ روسيا للإدارة الأميركية وتنصاع لشروطها تحت ضغط عصا العقوبات الغليظة؟
مع بداية الأسبوع الثالث للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بدا الشرق الأوسط عالقاً بين اصطفاف إجباري تفرضه واشنطن كأحد أدوات الضغط على موسكو، وبين مصالح وأولويات غالبية القوى الإقليمية التي لا تتوافق على طول الخط مع مقاربات إدارة جو بايدن للمنطقة.