بدأت الحملات الانتخابية في تركيا تستعر. يوشك أثر زلزال السادس من شباط/فبراير أن ينتهي في الفضاء التركي العام. كل ما يعني الأتراك الآن هو مصير رجب طيب إردوغان، ونتائج الانتخابات المقبلة، ورصد "المزاج" الانتخابي للأكراد.
بدأت الحملات الانتخابية في تركيا تستعر. يوشك أثر زلزال السادس من شباط/فبراير أن ينتهي في الفضاء التركي العام. كل ما يعني الأتراك الآن هو مصير رجب طيب إردوغان، ونتائج الانتخابات المقبلة، ورصد "المزاج" الانتخابي للأكراد.
50 ألف ضحية هو العدد غير النهائي لقتلى الزلزال في تركيا. لم يؤثر هذا الحدث كثيراً على الحياة السياسية التركية. ففي الرابع عشر من أيار/مايو انتخابات رئاسية ونيابية، وكل الأحزاب متحمّسة لضمان تمثيلها في الحكم، أو على الأقل تحقيق بعض طموحات قادتها وأحزابها.
مع خبر توقيع الإتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية، يكون قد تبدّد الشك عند كل من لم يقتنع بعد أن السعودية قد تغيّرت، وأن تمردها على واشنطن ليس ظرفياً أو محدوداً. قد لا يحتاج الأمر لاكتمال قطع حبل السرّة مع الولايات المتحدة إلا أن تباشر السعودية في بناء ترسانة عسكرية "شرقية" موازية أو بديلة لترسانتها الغربية الأميركية!
كمال كيليتشدار أوغلو. الثاني دائماً في مسيرته الحزبية والسياسية، لكنه اليوم أمام مفترق خطير. صحيح أنه قد يُثبّته في هذه المرتبة إلى الأبد، كعلامة نحس أزلية، لكن ربما تضرب حظوظه برغم الوقت الضيق أمام منافسه رجب طيب إردوغان الذي يقاتل في معركة هي الأهم مقارنة بما سبق أن واجه من معارك.
برغم الموقف السوري شبه الرسمي، والقاضي بتأجيل لقاء الرئيس بشار الأسد والرئيس رجب طيب إردوغان إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التركية، في شهر أيار/مايو من العام المقبل، فإن السعي التركي مستمر لحدوث هذا اللقاء.
مذ عُقدَ اللقاء الثلاثي بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران في طهران، في 19 تموز/يوليو لهذا العام، والإشارات التركية تتوالى، حول المصالحة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب إردوغان.
على غرار أوروبا، يخضع الشرق الأوسط لمضاعفات الحرب الروسية-الأوكرانية. من إختلال في التوازنات التي كانت قائمة، ومن ترسيم وإعادة ترسيم للعلاقات بين دول المنطقة وكل من الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية.
برغم طول القطيعة بين مصر وإيران منذ أربعة عقود ونيف، ثمة أسباب موجبة لإستئناف العلاقات بين البلدين، لكن الأسباب المانعة ما زالت هي نفسها. هل ثمة أمل بعودة العلاقات على وقع الحوار القائم بين البلدين برعاية بغداد، حسبما صرح وزير خارجية العراق فؤاد حسين؟
أثار تسريب محضر اللقاء الذي تم بين بعض قيادات الائتلاف السوري المعارض الذي تدعمه تركيا مع مندوب وزارة الخارجية التركية أسئلة متناقضة تجاه السياسات الرسمية التركية المتبعة، ذات الدلالات والإشارات المتناقضة، في ظل صمت دمشق التي لم تطلق أيّ تصريح عما بلغته المفاوضات الأمنية، بخلاف الجانب التركي الذي لم يتوقف عن تسريب المعلومات.. والأمنيات.
ما إن تتابعت تصريحات المسؤولين الأتراك عن توجهات تركيا الجديدة بشأن إصلاح العلاقة مع دمشق، حتى أدرك القادة الكرد في شمال سوريا أنَّ هناك واقعاً جديداً بدأ بالتشكّل بعد اجتماع طهران الثلاثي في 19 تموز/يوليو الماضي، ثم لقاء سوتشي الروسي التركي في 5 آب/أغسطس والذي ظهرت نتائجه الأولية بتزايد العمليات العسكرية التركية الاستخباراتية في الشمال السوري، واستهداف قيادات وعناصر عسكرية ومدنيين، في إشارة واضحة إلى تغير المناخ الإقليمي والدولي تجاه المشروع السياسي الذي تشكّل عام 2014.