يصر البعض في لبنان على التعامل مع قضية العمالة لإسرائيل بوصفها وجهة نظر. يتسلق بعض العملاء مراكز حزبية ويترشحون للإنتخابات. الأخطر هو التنظيف السياسي لسجلات جزائية لعملاء إرتكبوا جرائم، بذريعة مرور الزمن
يصر البعض في لبنان على التعامل مع قضية العمالة لإسرائيل بوصفها وجهة نظر. يتسلق بعض العملاء مراكز حزبية ويترشحون للإنتخابات. الأخطر هو التنظيف السياسي لسجلات جزائية لعملاء إرتكبوا جرائم، بذريعة مرور الزمن
قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقررة في 17 أيلول/سبتمبر، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم كامل وادي الأردن في شرق الضفة الغربية، أو ما يعادل 30 في المئة من أراضي السلطة الفلسطينية في حال فوزه. في الانتخابات التشريعية السابقة، في نيسان/ابريل 2019، كان نتنياهو قد اقترح بالفعل ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. سيكون ضم غور الأردن عملاً غير قانوني تماماً، حتى بموجب القانون الإسرائيلي!
ثمة مقاربة قد يخلص إليها قارىء كتاب "المتاهة اللبنانية – سياسة الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل تجاه لبنان (1918-1958"- تأليف رؤوفين أرليخ ، تعريب محمد بدير( 871 صفحة )، وهي تتعلق بالبنية الأخلاقية وما تنتجه من سلوكيات لطبقة سياسية لبنانية تُعلي ما من شأنه تقديم الخدمات للأجنبي، أياً كان، على مذبح المناصب، مهما كان الثمن. ثمة مقاربات أخرى تدفع بالأسئلة إلى نهاياتها: أليس بين مجموعة عوامل رَفدَت الحركة الصهيونية لتحقيق حلمها بإقامة كيان إسرائيل، ذلك التشوُّه الأخلاقي المريع لمعظم "قادتِنا" في لبنان والوطن العربي؟ ثم ماذا لو أن مقاومة كالتي نشأت في لبنان كانت لتكون موجودة قبالة الحركة الصهيونية منذ بداياتها، فهل كانت لتكون إسرائيل موجودة أصلاً؟ في الكتاب، ما يثير العجب لهذا الكم الهائل من الأسماء حاملة الألقاب، العابرة للطوائف، شاءت لها الصدفة - أو غير الصدفة - أن تكون هي الطبقة السياسية الحاكمة. أسماء تساوت بخنوعها وبثقافة التشاطر وبالكرامة المسلوبة من أجساد تتحرك بالأمر والطاعة للتنفيذ وبكيدية تثير الغثيان. أوري لوبراني، وهو منسق أنشطة الإحتلال الإسرائيلي في لبنان بعد العام 1982، في تقديمه لكتاب "المتاهة اللبنانية" يقول أنه "منذ تحوله إلى دولة سيادية يجلس لبنان على موائد الغير"!(ص12)، أما مترجم الكتاب الصحافي اللبناني محمد بدير فيقول كان رؤوفين أرليخ محقاً في تحليله لسهولة العمل في الوسط الطائفي اللبناني بإشارته إلى أن المصالح الإقتصادية "تتقدم على الأيديولوجية في المجتمع اللبناني ويمكن الحصول بسهولة على حلفاء في لبنان مقابل دفع الثمن" (ص 8). يوثق كتاب "المتاهة اللبنانية" (بلا دار نشر) بالأسماء والتواريخ والأدلة والوثائق المكتوبة والمصورة، ما قالته ألسنة هذا "المسؤول" اللبناني أو ذاك ممن تواصلت معهم الحركة الصهيونية عبر مؤسسة الوكالة اليهودية قبل قيام كيان إسرائيل وبعد حلول النكبة بالشعب الفلسطيني والعرب عموماً! يتضمن الكتاب ثلاثة أجزاء، وينضوي تحت كل جزء عدد من الفصول الرئيسة وتحتها عناوين فرعية. أما في المقدمة، فقد ذكر المؤلف: "يبحث هذا الكتاب سياسة الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل تجاه لبنان على امتداد 40 عاماً بين عامي 1918 و 1958. خلال هذه السنوات، (...) تبلورت وسط القيادة الصهيونية والإسرائيلية تصورات أساسية تتعلق بالسياسة تجاه لبنان، كما تم تحديد الأهداف والمصالح الرئيسية في لبنان"، (ص 15)، ليصل إلى خلاصة بشأن إحتلال إسرائيل للبنان ( 1978 ثم 1982) بالقول إنه إحتلال "لا تزال تجد صعوبة في التخلص منه حتى يومنا هذا"، (ص 655).
من يراجع الخط البياني لجون بولتون منذ كان يافعا في العشرين وحتى الحادية والسبعين من عمره، يجد نفسه أمام شخصية أميركية تحمست في ربيع شبابها لحرب فيتنام وفي خريف عمرها لحروب بالجملة ضد إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وحزب الله وحماس.
انتظار الرد، قد يكون أصعب من الردّ نفسه. الكل يريد اللعب تحت حافة الحرب، ولكن التدحرج في الردود قد يُشعل المنطقة برمّتها، لذلك ضبط الجميع الإيقاع والردود المحسوبة.
تسعى إسرائيل من خلال الاستشكافات الغازية إلى تسخير الفورة المرتقبة لصالح سياساتها العامة، ولا سيما تلك المتصلة بموقف الدول الأوروبية من الصراع العربي – الإسرائيلي. وإذ تسعى إسرائيل، في ظل الاندفاعة الغازيّة المرتقبة، للتحوّل إلى لاعب إقليمي في مجال الطاقة، إلا أن طموحها الاستراتيجي يبقى التحول إلى لاعب دولي، وهي في ذلك تتقاطع مع الجهود الأميركية بمحاصرة روسيا، ما ينذر بجعل حقول شرق المتوسط ميداناً لصراع عالمي.