ثمة نقاشات حيوية تشهدها مؤسسات إنتاج القرار السياسي في الجمهورية الإسلامية في إيران، تتصل بالسياسات الخارجية، برغم مرور 44 سنة على إنتصار الثورة الإيرانية.
ثمة نقاشات حيوية تشهدها مؤسسات إنتاج القرار السياسي في الجمهورية الإسلامية في إيران، تتصل بالسياسات الخارجية، برغم مرور 44 سنة على إنتصار الثورة الإيرانية.
أحدث تركيز الولايات المتحدة منذ عقد ونيف على التحدي الصيني والتحول نحو آسيا لمواجهته، والتخفف التدريجي من أحمال وأعباء منطقة الشرق الأوسط فراغاً كبيراً، دفع بالصين وروسيا نحو نسج علاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع دول إقليمية وازنة في المنطقة مثل إيران، السعودية، الإمارات وغيرها.
كلما تبلورت فرص التوصل إلى تفاهم أميركي-إيراني لخفض التصعيد في المنطقة، كلما ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سياسة التصعيد ضد الفلسطينيين، قصفاً وإقتحامات وتوسيعاً للإستيطان وشطباً لأي أمل في إمكان قيام دولة فلسطينية في المستقبل.
كتب الباحث في "معهد القدس" عومر دوستري مقالة في صحيفة "ماكور ريشون" العبرية، دعا فيها إسرائيل إلى الإتكال على نفسها وعدم الإعتماد على الأميركيين في حال قررت إستهداف المنشآت النووية الإيرانية. ماذا تضمنت المقالة التي ترجمتها "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" من العبرية إلى العربية؟
مُجدداً؛ شكّلت زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى طهران، محطة مفصلية على طريق إعادة إحياء التفاوض غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة للتوصل إلى "إتفاق ما" يكفل منع التصعيد بين الجانبين إذا كان متعذرا في المرحلة الراهنة إعادة إحياء خطة العمل المشتركة المعروفة بالإتفاق النووي المبرم عام 2015.
لم تؤكد لا طهران ولا واشنطن المعلومات التي أوردتها مصادر صحفية أمريكية وإيرانية بشأن مفاوضات أمريكية إيرانية لتسوية المشاكل العالقة بين الجانبين وصولاً إلى إبرام "اتفاق مؤقت"؛ إلا أن ردة فعل الجانب الإسرائيلي "الإنفعالية" على هذه المعلومات تشي بأن شيئاً ما قد تحرك على صعيد الملف النووي.
عكست الصحافة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة هواجس المحافل السياسية والأمنية الإسرائيلية مما تسرب عن مفاوضات أميركية ـ إيرانية جديدة للتوصل إلى إتفاق نووي جديد. في "معاريف"، كتب المحلل طال ليف رام مقالة في الخانة نفسها تضمن الآتي:
كثُرت الأسئلة والتكهنات بشأن زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق إلى طهران، الأسبوع الماضي، وهل أن محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين تناولت آلية إعادة إحياء الإتفاق النووي؟ وهل حمل السلطان رسالة من الإدارة الأمريكية علی غرار الرسالة التي حملها سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد في العام 2012 من الرئيس باراك أوباما إلى الإمام السيد علي الخامنئي؟.
على عكس ما يعتقد كثيرون، ثمة حيوية تُميّز المشهد السياسي الإيراني، بدليل الحركية الداخلية من جهة والتفاعل مع معطيات الخارج من جهة ثانية. سأتطرق في مقالتي هذه إلى ثلاثة أحداث ما زال الشارع الإيراني يضج بها حتى يومنا هذا.
تستعد طهران لإستقبال سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، في زيارة رسمية يختلط فيها ملف العلاقات الثنائية بملفي الأمن الإقليمي والمفاوضات النووية.