إحتفل الإيرانيون في الأسبوع الماضي بالذكری الخامسة والأربعين لانطلاق الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الراحل آية الله الخميني عام 1979؛ وسط تحديات يشهدها الداخل الإيراني من جهة والمحيط الإقليمي من جهة أخرى.
إحتفل الإيرانيون في الأسبوع الماضي بالذكری الخامسة والأربعين لانطلاق الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الراحل آية الله الخميني عام 1979؛ وسط تحديات يشهدها الداخل الإيراني من جهة والمحيط الإقليمي من جهة أخرى.
بين لحظة انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في 9 شباط/فبراير 1979 على يد الإمام آية الله الخميني وإستمرارها حتى يومنا هذا (45 سنة)، لا بد من جردة حساب مع تجربة وضعت إيران في موقع متميز ومتقدم على خارطة العالم السياسية.
تساهم المساندة الميدانية التي تقدمها قوى محور المقاومة للفلسطينيين في غزة في طمس الإنقسامات الطائفية والمذهبية التي صبغت المنطقة لعقود طويلة مضت، وتؤسس لـ"جبهة" جديدة؛ سنية شيعية؛ ستكون التحدي الأكبر بالنسبة لأميركا والغرب، والامتحان الأصعب لأنظمة المنطقة لسدّ الفجوة المتزايدة الاتساع بينها وبين مواطنيها، بحسب توبي ماثيسن في "فورين أفيرز" (*).
أثارت حوادث حرق المصحف الشريف ردود أفعال متعددة ومتباينة عربياً وإسلامياً ودولياً، وترجمت رسمياً في بعض الحالات باستدعاء سفراء أو قطع علاقات دبلوماسية أو طرد سفير هذا البلد وعدم استقبال آخر في بلد ثان؛ في الوقت الذي دافعت فيه دول غربية عن هذا الفعل من زاوية "حرية المعتقد والرأي"؛ في حين توقف علماء السياسة والعلاقات الدولية أمام هكذا ظاهرة لمحاولة الإجابة علی سؤال يتعلق بتأثير "الدين" على العلاقات الدولية؟ وهل يمكن قبول أو رفض هذ المفهوم، أم يجب ان يؤخذ في الاعتبار بعد عقود من إزاحة "الدين" عن الحياة السياسية؟
أن يُطل الرئيس السوري بشار الأسد على نظرائه العرب من خلال القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة السعودية، بعد 12 سنة من "الحروب الدولية والإقليمية" على أرض سوريا، فهذا يُعطي مشروعية له ولجيشه وكل خطابه على مدى سني تلك الحرب.
لم تتردد الدولة السورية قبل أربعين عاماً ونيف، في الترحيب المبكر بنجاح الثورة الإيرانية الخمينية. ثمة نظرة ثاقبة لدى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بجدوى التحالف مع الجمهورية الإسلامية الوليدة. دوافع هذا التحالف وفوائده يستعرضها نائب الرئيس السوري الراحل عبد الحليم خدّام في كتابه "التحالف السوري الإيراني والمنطقة"، الصادر عن دار الشروق 2010.
من خلالِ الدّراسة الاستقرائية لخطاب وحركة الإمام المغيَّب السّيّد موسى الصّدر، يمكننا بالطّبع العمل على تشييد بدايةٍ لبناءٍ نظريٍّ حول طريقة التّعاطي "الصّدري" مع الملف اللّبناني.
تمثل روسيا الاتحادية ليس مشروعا معادياً للامبريالية، بل سقوط مشروع معاد للامبريالية. لا ندري إذا كانت النخبة الحاكمة في روسيا تعي معنى سقوط الاتحاد السوفياتي، والأهم معنى صعوده من قبل، في الربع الأول من القرن العشرين.
ليس أمراً عاديّاً في ظروفٍ إيرانية غير عادية، أن يُفسَح المجال لـ"الحكيم" الإصلاحي المغلوب على أمره، وصف العلاج المناسب لإخراج أزمة النظام الديني من الطريق المسدود نتيجةً للقصور والفشل في مجال الحريات الأساسية والحقوق المدنية، وإن كان أمراً طبيعياً أن يتدخل رئيس سابق ووجه بارز في الجناح الإصلاحي لمقاربة أزمة بنيوية للمؤسسة الحاكمة في إيران لو أن ديموقراطيّتها الموجهة لم تفرض عليه ورفيقيه مير حسين موسوي ومهدي كرّوبي الإقامة الجبرية الملازمة لحظر ممارسة النشاط السياسي.
ما حدث، ويحدث في إيران، هو ثورة ثقافية. ثورة في الإسلام ضد الإسلام السياسي، ضد أن يفرض رجال الدين أسلوب الحياة، دون أن يكون الدين، بالأحرى الاجتهادات الدينية لرجال الدين، هو كل المجتمع وثقافته. أعلن الثائرون أن هناك مجالا في حياتهم لا يمكن للملالي النفاذ إليه. وسيكون لهذه الثورة الثقافية امتدادات في كل المجتمعات الإسلامية.