
"ما من شر يدوم وما من خير ينتهي"، لسان حال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الذي يردّد هذا القول أمام زواره في معرض توصيفه للمشهدية اللبنانية التي تعاني استعصاءً في كل الملفات، وسط لا مبالاة بمآل الأمور على كل المستويات.
"ما من شر يدوم وما من خير ينتهي"، لسان حال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الذي يردّد هذا القول أمام زواره في معرض توصيفه للمشهدية اللبنانية التي تعاني استعصاءً في كل الملفات، وسط لا مبالاة بمآل الأمور على كل المستويات.
ما هي أسباب إتخاذ باريس اجراءات بحق معرقلي تشكيل الحكومة اللبنانية، وما هو مصير العقوبات الاوروبية بحق لائحة من المتهمين اللبنانيين بلعب دور سلبي أكان على صعيد مسيرة الاصلاح او التورط في الفساد؟
ما هي جدية نوايا فرنسا حيال "تغيير نهج" تعاملها مع الأزمة اللبنانية و"تبديل أسلوب" تعاطيها مع السياسيين اللبنانيين؟ وكيف ستلجأ باريس الى "زيادة وسائل الضغط" على معرقلي ولادة حكومة لبنانية جديدة تكون مدخلاً للبحث في كيفية وضع حد لحال الانهيار في لبنان؟
جرت العادة عندما تشتد الأزمات السياسية في لبنان، أن يعوّل البعض لبنانياً على تدخل عربي أو دولي، من أجل إيجاد قواسم مشتركة بين اللبنانيين. هذه المرة، لا أحد يبدو مؤهلاً في الداخل للعب دور توفيقي ولا أحد يسأل عن لبنان في الخارج.. وهو في طريقه إلى "جهنم" الموعودة!
من خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون إلى كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مروراً بإجتماع بعبدا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري.. يمكن القول للبنانيين: لا حكومة يوم الإثنين المقبل!
ليس هناك من جديد للكتابة عما يجري سياسيًا في لبنان. اللبنانيون يريدون حلًا عاجلًا لأزمتهم، ولا بديل عن سلوك الطريق إلى تشكيل حكومة تلتزم جديًا بالإصلاحات المطلوبة، دوليًا ولبنانيًا.
كما كان متوقعاً، وكما تشي مناخات باريس، فإن لقاء اليوم (وهو الخامس عشر) بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على مدى ثلاثين دقيقة، بعد إنقطاع دام أكثر من خمسين يوماً، كانت نتيجته سلبية جداً، بدليل العبارة التي قالها الأخير: "لا تقدم". لا بل هناك تخوف من ان تكون الزيارة "القصيرة والمتوترة" جاءت على طريقة "بدل ما يجبرها كسرها"!
يوحي إهتمام اللبنانيين بزيارة وزير خارجية قطر وحركة الإتصالات الفرنسية المتصلة بالملف اللبناني أن قضيتهم صارت أولوية كل الأمم، بينما حقيقة الأمر أننا ما زلنا في مرحلة الجعجعة بلا أي طحين حكومي.
مجدداً، إنها لعبة كسب الوقت. يلجأ إليها معظم أهل السياسة في لبنان. ما هي مناسبة هذا الكلام في يوم الإستقلال تحديداً؟
من السمات المستقرة في السياسة اللبنانية أن تبقى أنظار مختلف القوى والمكونات السياسية مشدودة ولو بدرجات مختلفة إلى الخارج الإقليمي بشكل خاص والمتأثر بالطبع بدرجات مختلفة بالخارج الدولي وتحديدا دور القوى الدولية الكبرى في الإقليم، وذلك لمراقبة اتجاه الرياح السياسية ومدى ملاءمتها لهذا الطرف أو ذاك فى لبنان: فهل هي نحو مزيد من الصدام والمواجهة بجميع أشكالها التي عادةً ما يكون لبنان رهينة لها أو إحدى ضحاياها والحامل للكثير من تكاليفها التي عادة ما تفوق طاقته، أم أن الرياح تتجه نحو التهدئة والصفقات والتفاهمات الموقّتة أو الطويلة الأجل، الشاملة أو المحدودة، والتي تساهم بإستقرار مرحلي للبنان ولو استفاد طرف لبناني أكثر من طرف آخر في بعض الحالات.