من خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون إلى كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مروراً بإجتماع بعبدا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري.. يمكن القول للبنانيين: لا حكومة يوم الإثنين المقبل!
من خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون إلى كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مروراً بإجتماع بعبدا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري.. يمكن القول للبنانيين: لا حكومة يوم الإثنين المقبل!
ليس هناك من جديد للكتابة عما يجري سياسيًا في لبنان. اللبنانيون يريدون حلًا عاجلًا لأزمتهم، ولا بديل عن سلوك الطريق إلى تشكيل حكومة تلتزم جديًا بالإصلاحات المطلوبة، دوليًا ولبنانيًا.
كما كان متوقعاً، وكما تشي مناخات باريس، فإن لقاء اليوم (وهو الخامس عشر) بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على مدى ثلاثين دقيقة، بعد إنقطاع دام أكثر من خمسين يوماً، كانت نتيجته سلبية جداً، بدليل العبارة التي قالها الأخير: "لا تقدم". لا بل هناك تخوف من ان تكون الزيارة "القصيرة والمتوترة" جاءت على طريقة "بدل ما يجبرها كسرها"!
يوحي إهتمام اللبنانيين بزيارة وزير خارجية قطر وحركة الإتصالات الفرنسية المتصلة بالملف اللبناني أن قضيتهم صارت أولوية كل الأمم، بينما حقيقة الأمر أننا ما زلنا في مرحلة الجعجعة بلا أي طحين حكومي.
مجدداً، إنها لعبة كسب الوقت. يلجأ إليها معظم أهل السياسة في لبنان. ما هي مناسبة هذا الكلام في يوم الإستقلال تحديداً؟
من السمات المستقرة في السياسة اللبنانية أن تبقى أنظار مختلف القوى والمكونات السياسية مشدودة ولو بدرجات مختلفة إلى الخارج الإقليمي بشكل خاص والمتأثر بالطبع بدرجات مختلفة بالخارج الدولي وتحديدا دور القوى الدولية الكبرى في الإقليم، وذلك لمراقبة اتجاه الرياح السياسية ومدى ملاءمتها لهذا الطرف أو ذاك فى لبنان: فهل هي نحو مزيد من الصدام والمواجهة بجميع أشكالها التي عادةً ما يكون لبنان رهينة لها أو إحدى ضحاياها والحامل للكثير من تكاليفها التي عادة ما تفوق طاقته، أم أن الرياح تتجه نحو التهدئة والصفقات والتفاهمات الموقّتة أو الطويلة الأجل، الشاملة أو المحدودة، والتي تساهم بإستقرار مرحلي للبنان ولو استفاد طرف لبناني أكثر من طرف آخر في بعض الحالات.
على مشارف تشكيل الرئيس سعد الحريري حكومته الرابعة، يعلو منسوب التوافق على خلو الحكومة المقبلة من الوزراء الحزبيين، والتوافق إياه كانت عرفته حكومة حسان دياب المستقيلة.
ناقش المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، إمكانيّة منح لبنان قرضا عاجلا من حصّته في الصندوق إثر إنفجار مرفأ بيروت وما خلّفه من تداعيات. تشي مناقشات الإجتماع بأن أولويّات الصندوق في كل ما يتعلّق بالإصلاحات الماليّة والنقديّة المطلوبة، بالإضافة إلى تشخيصه لطريقة تعامل لبنان مع أزمته لم تتعدل ولم تتبدل، برغم كارثة بيروت.
يوحي المسار السياسي البطيء حالياً، بأن تأليف الحكومة اللبنانية لا يمت بصلة إلى الوقائع اللبنانية التي تتطلب تسريع الخطوات الإجرائية حكومياً، في مواجهة جائحة كورونا وتداعيات إنفجار مرفأ بيروت والإنهيار الإقتصادي والمالي، فضلا عن الأبعاد الأمنية التي لا يمكن تجاهلها، وآخرها جريمة كفتون في الشمال اللبناني.
"لقد تسلّمنا الحكم، والبلد يغرق بسرعةٍ قياسيَّة. فهل كان بإمكان أيّ حكومة أن توقف هذا الانهيار الدراماتيكي؟ هل يمكن وقف الانهيار من قِبَل الذين تسبَّبوا به، ثم تركوه لحظة السقوط؟". الكلام لحسان دياب، عندما سمّوه رئيساً للحكومة. هو مَن عرّف بعظمة لسانه، إذن، أنّه يقوم بعمليَّة إنتحاريَّة بقبول رئاسة الحكومة. وهو مَن أوحى، شخصيَّاً، بأنّه اختير "كبش فداء". إذْ قال أيضاً وأجاد في القول: "لم يكن أمامنا خيار سوى تولّي قيادة السفينة. وقلنا للركاب دعونا نحاول الإنقاذ. لكنّنا وجدنا أنّ مراكب الإنقاذ، إمّا مفقودة أو غير صالحة".