
قبل ثلاثة أرباع قرن تساءلت واشنطن «من تسبب فى خسارة الصين؟» واليوم يُعاد طرح السؤال فى إطار تاريخى مختلف بصورة كلية عما كان عليه الوضع العالمى عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
قبل ثلاثة أرباع قرن تساءلت واشنطن «من تسبب فى خسارة الصين؟» واليوم يُعاد طرح السؤال فى إطار تاريخى مختلف بصورة كلية عما كان عليه الوضع العالمى عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
لم يكن مفاجئاً قدوم البرلمانيين العرب من بغداد إلى دمشق، ثم ما تلاه من وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري، فكل المؤشرات التي سبقت وصولهم، تؤكد وجود خطوات إقليمية ودولية مفتوحة نحو سوريا، وخاصةً بعد الزلزال الذي وفّر الذريعة المناسبة لتسريع القرار المتخذ بالعنوان الإنساني، مما أدى إلى تشكّل بواعث أمل لدى من تبقّى من السوريين في الداخل، الذين اختنقوا بحجم الضغوط الاقتصادية الهائلة.
كتبوا الكثير عن المبادرة التي عرضتها الصين على معظم دبلوماسيات العالم متضمنة اقتراحات وشروطاً لوقف الحرب الناشبة بين روسيا وأوكرانيا. كتب الكثيرون عن الموقف الصيني المتميز من هذه الحرب وعن ردود الفعل على المبادرة وعن فرص نجاحها وفرص فشلها.
ليس إعلان اليابان مؤخراً عن إستراتيجية دفاعية جديدة، تنهي مسارها السلمي، بمثابة رد فعل على الحروب والنزاعات الجديدة دولياً، كما في محيطها الإقليمي، بل هي ثمرة محاولات استمرت سنوات، طرح خلالها مسؤولون يابانيون اقتراح تغيير إحدى مواد دستور بلادهم التي تنبذ الحرب وتُحرِّم التدخل في النزاعات الخارجية أو تستخدم القوة في تسويتها.
بعد عام على الحرب الأوكرانية تتكشف طبيعتها، مباشرة وصريحة، باعتراف الرئيسين الأمريكى «جو بايدن» والروسى «فلاديمير بوتين». إنه الصراع الدامى على مستقبل النظام الدولى، حساباته وموازين القوى والمصالح فيه.
روسيا لا تنتصر وأوكرانيا لا تنهزم. هذه خلاصة السنة الأولى من الحرب التي تستنزف البلدين بينما بات قرار حسم المعركة يتوقف على الدول الداعمة إما لموسكو أو لكييف.
سوف تبقى أحداث الأسبوع الماضي حاضرة في ذاكرة المؤرخين، بإعتبارها نقطة اللاعودة للحرب الروسية-الأوكرانية؛ هذا إذا كان أحدهم محظوظاً بما يكفي لكي يبقى حياً في عصر التدمير الذاتي الذي نعيشه اليوم. فالخطب التي ألقاهما الرئيسان الروسي والأميركي، في الذكرى السنوية الأولى لهذه الحرب، كانت في الحقيقة لحظة تحول هذا الصراع إلى حرب عالمية، بحسب براندون ج. ويتشر(*).
منذ بدء الغزو الروسى لأوكرانيا قبل عام، حاولت الصين تحقيق توازن صعب وحساس بين مصلحتين لا يمكن التوفيق بينهما بصورة سهلة.
مضى عام كامل على حرب أوكرانيا وأظن أننا ما نزال بعيدين عن نهاياتها. أسميها حرب أوكرانيا لاعتقادي أنه لم يكن هناك موقع آخر غير أوكرانيا يصلح لأداء الفصل الأول من فصول مهمة بعينها.
خلال رحلته فى الشرق الأوسط التى قادته إلى إسرائيل وفلسطين والسعودية فى تموز/يوليو الماضى، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن أن بلاده «لن تبتعد وتترك فراغا تملأه الصين أو روسيا أو إيران». وعلى الرغم من تفهم موقف بايدن بصورة عامة، إلا أن الشرق الأوسط أصبح مجالا مفتوحا يرحب بشدة بالدور المتزايد للصين فى أغلب دوله.