
على مر العقود الماضية، وباستثناء حرب العام 1948 التي شاركت فيها جيوش عربية عدة، تجنب لبنان الرسمي المشاركة المباشرة في الصراع العربي - الإسرائيلي في فصوله الممتدة من العام 1967 حتى يومنا هذا.
على مر العقود الماضية، وباستثناء حرب العام 1948 التي شاركت فيها جيوش عربية عدة، تجنب لبنان الرسمي المشاركة المباشرة في الصراع العربي - الإسرائيلي في فصوله الممتدة من العام 1967 حتى يومنا هذا.
يكثرُ في هذه المرحلةِ الحديثُ عن أنّ "حزب الله" قد "ورّط" لبنان في هذه الحرب المفتوحة مع العدوّ الإسرائيلي، لا سيّما من خلال اتّخاذ قرار مساندة غزّة يوم ٨ تشرين الأوّل/أكتوبر ٢٠٢٣.. أي غداة عمليّة "طوفان الأقصى". ومنهم من يذهب، بشكل أقلّ حِدّيّة وعِدائيّة إن شئت، أقلّه في الظّاهر، إلى الادّعاء باختصار: بأنّه كان بالإمكان، عند انطلاق "الطّوفان"، تجنّب الحربِ وما كَان!
مثل النحلة التى لا تتوقَف أبدا عن الزّن أخذَت "يا واش يا واش" ترّن فى أذني.. وأنا أطارد الأخبار، وأنا أتهرّب من الأخبار، وأنا أنتظر قدوم حفيدتى لنغرس معًا شمعة جديدة فى تورتة الفواكه، وأنا أعدّ كوب كركديه باردًا ليلجم ضغطًا اعتدته منخفضًا فغافلنى وحلّق، وأنا أتناوم أو أستجدى النوم، وأنا نصف نائمة أو حتى ربع أو خُمس نائمة، فى الحقيقة فقَدت قدرتى تمامًا على التركيز.
مهما كانت التّسميات التّفصيليّة المعتمدة الآنَ أو بعدَ حين، فلا شكّ في أنّنا دخلنا في نوع حقيقيّ وخطير من أنواع المواجهة المفصليّة مع العدوّ الاسرائيليّ في الساعات والأيام الأخيرة.. خصوصاً بعد عشرة أيام حافلة بالاستهدافات دشّنتها مجزرة تفجير أجهزة الاتّصالات ("بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية)، ولم تنته باستهداف قيادة حزب الله وقصف أحياء بكاملها في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (الجمعة).
وأخيراً نشبت الحرب بين لبنان وإسرائيل من دون إعلان واتخذت المواجهة العسكرية شكلاً جديداً يختلف عن الحروب السابقة ولا سيما حرب تموز/يوليو ٢٠٠٦.
منذ اليوم التّالي لـ"طوفان الأقصى" في ٧ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، وأغلب المحلّلين والمراقبين الجدّيّين ومن ذوي الخبرة والتّجربة يُرجّحون - عن حقّ وعن دراية - عدم حصول حرب اقليميّة شاملة، أو عدم حصول حرب شاملة مع لبنان تشبه حرب ٢٠٠٦ أقلّه. لماذا؟ لسبب جوهريّ وأساسيّ برأيهم، ألا وهو: عدم وجود مصلحة بذلك عند اللّاعبَين الأساسيَّين في المنطقة، أي الولايات المتّحدة من جهة، وإيران من جهة ثانية.
تمتد معرفتي به إلى أكثر من عقد ونيف من الزمن، ونلتقي على فترات متباعدة، ولكن مع كل لقاء كنا نقترب أكثر من بعضنا في الرؤى والأفكار بالرغم من تباعدنا الأيديولوجي الى حد التناقض.
تتناثر نذر الحرب على لبنان، كأنها مقدمات لحرب إقليمية واسعة عواقبها «مدمرة» على ما يقول الأمريكيون. وحسب الجيش الإسرائيلى فإن قواته استكملت جاهزيتها والخطط العملياتية جرى التصديق عليها بانتظار أمر الهجوم الواسع على جنوب لبنان.
في خضم الحرب التي شنّها الكيان الإسرائيلي ضد المقاومة اللبنانية عام 2006، تنبأت وزيرة الخارجية الأمريكية، وقتذاك، كوندوليزا رايس، بولادة شرق أوسط جديد "من مخاض الحرب اللبنانية الإسرائيلية".
بدعوة من "مجموعة الحوار الفلسطيني" انعقدت في مدينة اسطنبول التركية، حلقة نقاشية في التاسع والعشرين من شباط/فبراير 2024 حول "أبعاد الحرب الصهيونية على قطاع غزة"، شارك فيها باحثون وأكاديميون أتراك وعرب وتضمنت عناوين عدة من بينها "احتمالات اتساع نطاق الحرب على جبهة لبنان وأثرها على الوضع الفلسطيني".