تصادف، اليوم، ذكرى مرور 55 سنة على اختطاف واغتيال زعيم اليسار المغربي المهدي بن بركة في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1965، أيضاً مناسبة مرور 100 سنة على ميلاده بالعاصمة الرباط.
تصادف، اليوم، ذكرى مرور 55 سنة على اختطاف واغتيال زعيم اليسار المغربي المهدي بن بركة في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1965، أيضاً مناسبة مرور 100 سنة على ميلاده بالعاصمة الرباط.
اثر ما اطلقته عملية اغتيال المعارض المغربي مهدي بن بركة في باريس من صراعات داخلية اسرائيلية كادت تطيح برئيس الحكومة الإسرائيلية "ليفي اشكول" ورئيس جهاز "الموساد" "مائير أميت"، يشرح الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان في كتابه "انهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية" كيف ان لجان تحقيق عدة أنشئت لمعرفة اسباب الاخفاقات الإسرائيلية في القاهرة ودمشق وأخطاء عملية باريس.
في الحلقة 14، عرض الكاتب رونين بيرغمان كيف تمكن "الموساد" من إنهاء برنامج العلماء الالمان في مصر، بالتهديد والإبتزاز وغيرهما من الأساليب الملتوية، فكان أن غادر معظم الخبراء الألمان مصر، ما أدى إلى شل البرنامج الصاروخي المصري بالكامل في عهد جمال عبد الناصر.
في كتابه "إنهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية"، يروي الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان كيف تمكن جهاز "الموساد" من تجنيد "اوتو شورزيني" قائد العمليات الخاصة في الجيش النازي والمفضل عند هتلر نفسه بين كل ضباطه إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك من أجل إختراق البرنامج الصاروخي المصري في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
من إنفجار عين قانا في أعالي إقليم التفاح بجنوب لبنان إلى منزل رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب في بيروت، ثمة خيط رفيع عنوانه مراوحة قاتلة يخشى ألا تنكسر إلا بجنرال الأمن الذي "يزدهر" حضوره في هكذا مناخات سياسية.
يقول الكاتب رونين بيرغمان انه في العام 1963 وبعد ان أدى هَوسُ رئيس "الموساد" "ايسر هاريل" بملاحقة العلماء الالمان المشرفين على البرنامج الصاروخي المصري الى الاطاحة به واستبداله بـ"مائير اميت" رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "امان"، شعر رئيس الحكومة ديفيد بن غوريون بانه خسر دعم حزبه، فاستقال ليحل محله "ليفي اشكول".
يتابع الصحافي الاسرائيلي رونين بيرغمان في كتابه "إنهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية" الكشف عن فصول من الحرب السرية بين مصر وإسرائيل في خمسينيات القرن المنصرم وكيف خطط الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتجنيد علماء المان سابقين من اجل تحديث ترسانة مصر الصاروخية، وكيف واجه "الموساد" هذه الخطة باستباحة القارة الاوروبية لخطف وقتل العلماء الالمان.
غداة إعلان دولة "اسرائيل"، لم يجد الفلسطينيون الذين جردوا من ارضهم ومنازلهم الا شن حرب عصابات وصفها الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان في كتابه "انهض واقتل اولا، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية"، بـأنها كانت عبارة عن "عمليات ارهابية تستهدف قتل اليهود"، ويقول ان الجيش الاسرائيلي احصى في العام 1952 وحده 16 ألف عملية من هذا النوع، بينها 11 ألفا تمت عن طريق الاردن والباقي عن طريق مصر.
في الحلقات السابقة من كتابه "إنهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الإغتيال الإسرائيلية"، أوضح الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان كيف أن ديفيد بن غوريون تحول إلى ديكتاتور بإمتلاكه قرار اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كافة وبالتالي حصرية إصدار قرارات الاغتيال. في هذا الجزء من كتابه، يروي بيرغمان كيفية رسم شعار جهاز "الموساد" عبر تجنيد احد الفنانين اليهود المقيمين في فرنسا وإرساله إلى القاهرة للعمل هناك ومن ثم إعادته إلى تل أبيب.
قبل نشأتها في نهاية الأربعينيات، كان العالم العربي مساحة واسعة لإسرائيل، أطلقت فيها عملاءها وجواسيسها يرتعون ويجوبون أرجاءه لأهداف ترسيخ كيانهم الوليد. ليس هناك بلد عربي واحد لم يسجل فيه الموساد خطواته وبصماته، من المحيط إلى الخليج. غالبا ما كان يتم استقطاب أكثر من حاكم وضمان تجاوبه، أو تجنيد عدد من الأفراد النافذين في بلدانهم للعمل مع "الموساد". وتظل حقائق هذا الاختراق في الكتمان ولا يتم تسريب أسرارها إلا بمقدار ما ترغب فيه إدارة الكيان الصهيوني وفق ما يخدم برامجها ومقاصدها على المديين القريب والبعيد.