بعد تاريخ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحوّلت غزة إلى مسرح صغير لجمهور واسع على مدى الكرة الأرضية، في مشهدية من البطش المتواصل الموجه ضد شعب عاش مرارة النزوح والمجازر مراراً وذاق مُرّها تكرارّاً.
بعد تاريخ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحوّلت غزة إلى مسرح صغير لجمهور واسع على مدى الكرة الأرضية، في مشهدية من البطش المتواصل الموجه ضد شعب عاش مرارة النزوح والمجازر مراراً وذاق مُرّها تكرارّاً.
تُفتش إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن وسائل تُرضي بها نفسها، أكثر مما تُشكل مساراً عملياً قد يفضي إلى وقف الحرب في غزة (ولو موقتاً). من الضجة التي أحيطت بها زيارة الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن، إلى الإعلان عن الرصيف العائم على شاطىء غزة بعد إلقاء مساعدات غذائية جواً فوق القطاع.
يقول المحلل تسفي برئيل في مقالته في "هآرتس" إن الولايات المتحدة لا تحاول التفريق بين الجبهيتن الفلسطينية واللبنانية، أي أن "وحدة الساحات تنطبق أيضاً على الجهود الدبلوماسية، وليس فقط في زمن الحرب. لقد نجح هوكشتاين في "إزاحة" فرنسا عن المنافسة على قيادة حلّ للمواجهات في لبنان، بعد أن اعتقدت أن في إمكانها الفصل بين الساحتين من أجل الدفع قدماً بحلّ في لبنان، من دون أن يكون متعلقاً بالوضع في غزة".
زعيم حزب "المعسكر الرسمي" بني غانتس "سيحظى (في واشنطن) باستقبال ملكي وضيافة ممتازة، والرسالة من زيارة غانتس إلى نتنياهو ستكون: "لقد خاب أملنا فيك وفي محاولاتنا التوصل إلى تفاهمات معك. الآن سنتحدث مع يتعاون معنا، وربما في وقت قريب سيحل محلك في رئاسة الحكومة الإسرائيلية"؛ هذا ما أوردته الكاتبة الإسرائيلية آنا برسكي في صحيفة "معاريف". وفي ما يلي النص الكامل، وفق ترجمة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
فعلتها يا آرون. حرقتَ نفسك احتجاجاً على جريمة إبادة الشعب الفلسطيني. فعلتها وأعلنت أنك ترفض المشاركة في هذه الجريمة. أيقظت ملايين النيام الذين تحكمهم ذئاب مفترسة تتحدث بلغة الثعالب الماكرة وتحجب الحقائق عن الشعب النائم.
إنّ مسارعة أميركا إلى الانخراط في الحرب الإسرائيليّة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قد تكون وسيلة لجعل الرأي العام ينسى أنّ واشنطن قد خسرت في حرب أوكرانيا وباتَ لديها مسرح للعمليات يُمكنها أن تناور فيه بحرّية بعيداً في سياق الحرب المتدنّية التوتّر مع إيران عبر سوريا والعراق ولبنان واليمن.
نشر المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) تقريراً أعده الكاتب والباحث الفلسطيني المخضرم أنطوان شلحت يتناول وقائع من العلاقات الأميركية الإسرائيلية في أعقاب "طوفان الأقصى" تؤشر "إلى تباين في موقفي البلدين حيال حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشاملة على قطاع غزة، ويتعلق هذا التباين، أساساً، بسير الحرب واتجاهاتها المتوقعّة من جهة، وبالمسار المتعلق في ما يوصف بـ"اليوم التالي" للحرب من جهة أخرى". ما هو أبرز ما تضمنه هذا التقرير؟
خلال الأسابيع القليلة المقبلة، من المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بسحب بعض قواته من غزة، ولكن ليس "إيذاناً" بنهاية القتال هناك، بل "نذيراً" لبدء "حملة مكافحة التمرد" تنوي إسرائيل شنّها ضد الفصائل الفلسطينية المقاومة. ما يعني أن ما بدأ كحرب "تقليدية" قبل 4 أشهر قد يتحول إلى شيء مختلف تماماً: "حربٌ إلى ما لا نهاية"، بحسب كولين كلارك في "فورين أفيرز"(*).
عبر الديبلوماسية والتصعيد، تُحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحقيق اختراق في الشرق الأوسط، بما تبقى لها من وقت من الآن وحتى الإنتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، وظيفته وقف حرب غزة وفتح "الأفق السياسي" أمام الفلسطينيين وإطلاق مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وخلق بيئة أمنية واقتصادية في المنطقة تخلق توازناً مع إيران ومن خلفها الصين وروسيا.
استقرار الشرق الأوسط والإقليم سوف يظل في خطر دائم طالما استمر الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وعلى حكومات المنطقة؛ التي باتت تدرك جيداً أنها لا تستطيع الاعتماد إلا على نفسها؛ إذا ما أرادت تحقيق سلام دائم، أن تجد طريقها الخاص نحو نظام إقليمي مستقر ما بعد أميركا، بحسب مجلة "فورين أفيرز" (*)