اوروبا Archives - 180Post

IMG_7699_0.jpeg

لا تخلو أى تصريحات أو بيانات للمسئولين السياسيين أو الدبلوماسيين المحترفين على مدار العقود الأخيرة من ترديد عبارة «ضرورة ضبط النفس» عند التعليق على أى أزمة خطيرة أو مناوشات أو اشتباكات عسكرية أو عند بروز بوادر أزمة بين دولتين أو أكثر. فى الوقت ذاته، دلت خبرة الأشهر الخمسة الأولى من فترة حكم الرئيس دونالد ترامب الثانية، على عدم اكتراثه أو اقتناعه بهذه العبارة، بل احتقرها فى أحسن الأحوال.

The-Trump-party.jpg

منذ تسلمه سلطاته الدستورية رسمياً في ٢٠ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٥، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة مواقف دراماتيكية في السياسة الخارجية أذهلت العالم وأذهلت الأميركيين وبخاصة مؤيديه.

800-1.jpg

صراخُ طفل فلسطيني يُخنق تحت لهيب عصيدة العدس الساخنة التي انسكبت من أوانٍ معدنية بين يدي أطفال جائعين، ليس نداء ألم، بل صرخة احتجاج ضد محاولة محوه القسرية. في كل انقباضةٍ عضلية تتلوى من جسده، يُقاوم أن يُمحى؛ يُحاول أن يحمل وحده عبء غزة في وعائه؛ إنّه لحظة من لحظات كثر يستوعب فيها طفل آخر ما يعنيه أن تكون فلسطينياً.

000000.jpg

ذهب المحللون بعيداً في تحليلاتهم حول الانقلاب المفاجئ في الموقف الأوروبي، من لغة مُطبّعة مع فعل العقاب الجماعي، إلى لغة تدين الـ"تمادي" الإسرائيليّ وتبدي قلقاً ازاء مصير الجمع البشري المجوّع في قطاع غزة. يتفاعل الخطاب العام مع هذا التحوّل، تارة بإدانة تأخّره وتارة أخرى بالتصفيق له ودعوة الانظمة العربية أو كما يحب الكثيرون وصفهم بـ"الحكام العرب"، إلى استثمار هذا التغيير من أجل تخفيف بعض من المأسي التي يعيشها الفلسطينيون في ظل المقتلة المستمرة بحق وجودهم ببعديه المادي والوجداني. وبين هذا وذاك يبقى لسان حال الكتابات الصحفية والأكاديمية على حد سواء هو البحث عن معضلة "الحل العادل للقضية الفلسطينية"، بعيداً عن أي تحليل ماديّ أو أيديولوجي لراهنية البنية الفلسطينية من جهة والإسرائيلية من جهةٍ أُخرى.

two_state_solution___emad_hajjaj.jpeg

أنقذت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد إيران، رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون ودفعته إلى مراجعة أجندته الفلسطينية. حُدّد يوم الأربعاء، 18 يونيو/حزيران، موعداً لما سُمّي «مسار السلام» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. حدّد ماكرون هدف مبادرته التي كان يريد أن يقوم بها برفقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: إعادة إحياء حل الدولتين.

f.jpg

غزةُ فلسطين أعادت الغرب إلى صف الحضانة لتعلّمه من جديد دروس حقوق الإنسان والحرية والعدالة، تعلّمه درساً نسيه منذ زمن، وسط ضجيج "العداء للسامية" الذي يصّم الآذان ويضغط على العقول ويشوش الفكر؛ أيقظت فيه الحس الإنساني بعدما تبلّد مع طغيان الذكاء الاصطناعي (الذي تحتكره في الغرب الشركات الصهيونية العملاقة) على الذكاء الإنساني الفطري.

afd.jpg

في كل مسار من مسارات التاريخ الأوروبي، كانت ألمانيا تمثّل استثناءً غريبًا: دولة تقع في قلب الجغرافيا، وتثقل روح القارة بظلّها. ليس لأنها الأقوى، بل لأنها حين تنهض، يُعاد تشكيل أوروبا على إيقاع خطواتها. اليوم، مع التسلّح المطّرد الذي تقوده برلين بهدوء حسابي لا يخطئ، يعود سؤال الرايخ لا ككابوس قديم، بل كحقيقة تتسلل تحت جلد الديموقراطيات النائمة.

Palestina_1.jpg

دخلَ العربُ في حالةِ مَواتٍ. تلك هي حقيقتُهم في عصرِنا. المَوَاتُ والموتُ مُتقاطِعانِ تشابُهِيّاً لكنْ متمايزانِ. كلٌّ منهما يتضمَّنُ شيئاً من معنى التلاشي حتى الانحلالِ التاريخي. الثاني (الموت) أقلُّ خُطورةً منَ الأوَّلِ كونُه عند وُقوعِهِ يرسمُ خطاً حاسماً مرَّةً واحدةً. أمَّا الأوَّلُ (الموات) فهو موتٌ مُتعدِّدٌ مُتكرِّرٌ يَستعيدُ المآسي بصورةِ مهازلَ. لا يُفْرَضُ على أصحابِهِ بل هم يختارُونَه ويُسمُّونَهُ حياةً.

Aid-for-Gaza.jpg

الصخب في كل مكان. قرقعة القنابل في غزة مختلطة بصراخ وعويل الأمهات. طبول تحث الفتيات على هز شعورهن ترحيبا بالضيف الكبير. أصوات مئات الصحفيين والمصورين تحاول جذب الانتباه. صفارات الإنذار تدوي في مدن وسط إسرائيل مختلطة بفرقعات صواريخ ترتطم ببعضها، اليمن الحوثية تحاول تسجيل حضورها.