تكشفت هذا الأسبوع معالم خطة أميركية تعالج تداعيات حرب غزة. وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنّ الإدارة الأميركية تعمل على صفقة إقليمية شاملة تتضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية غير المُطبّعة.
تكشفت هذا الأسبوع معالم خطة أميركية تعالج تداعيات حرب غزة. وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنّ الإدارة الأميركية تعمل على صفقة إقليمية شاملة تتضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية غير المُطبّعة.
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر والولايات المتحدة تدير بتوازن دقيق، دعمها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعمل في الوقت نفسه لمنع اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط. في الإمكان القول إن هذه السياسة، التي نجحت إلى حد كبير في ضبط التوترات، آخذة في التآكل يوماً بعد يوم، لمصلحة تعميم الإضطراب من غزة عند شواطىء المتوسط إلى حدود باكستان في جنوب آسيا.
حدّد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ثلاثة أهداف استراتيجية لحربه ضد الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر؛ أولها، تحرير الأسرى الإسرائيليين بالقوة؛ ثانيها، سحق حركة حماس؛ ثالثها، ضمان ألا يُشكّل قطاع غزة مستقبلاً مصدر تهديد إرهابي للدولة العبرية. ماذا تحقق وماذا لم يتحقق بعد مئة يوم من هذه الحرب؟
أثار الموقف الذي أطلقه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، بشأن ربط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مواقف متناقضة بين من وصفه بالموقف الشجاع والعروبي وبين من اعتبره لا يمثل كل الطيف اللبناني وبالتالي حوّل حكومته إلى حكومة ناطقة باسم "محور الممانعة"!
هذه هي الزيارة الخامسة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وعنوانها يتمحور حول تداعيات حرب غزة وصورة "اليوم التالي" لها، الأمر الذي ترفض تل أبيب حتى الآن تقديم أي مقاربة محدّدة له.
"بمرور 100 يوم على الإخفاق والخراب، لا مهرب إلا برؤية الواقع"، هذا ما يكتبه ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في معرض توصيف واقع الحال الإسرائيلي المشتت بين المؤسستين السياسية والعسكرية والمداخلات الأميركية، ويخلص إلى أن نهاية حرب غزة "ستكون سعيدة.. لكن لا أحد يعرف ما هي"؟
إختتم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زيارته التي شملت لقاءات مع قادة ورؤساء دول شرق أوسطية ضمن جولة خصصت بالكامل لنقاش التطورات المحيطة بحرب غزة المستمرة منذ حوالي المائة يوم.
يقول وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في تقويمه للتجربة الأميركية في فيتنام إنّ أحد المبادئ الرئيسة لحرب العصابات، هي أنّ الفدائيين يفوزون إذا لم يخسروا الحرب، وأن الجيش التقليدي يخسر الحرب إذا لم يفُزْ بها.
ردّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بليكن، قبيل زيارته المنطقة، العبارة الأكثر استخداماً في واشنطن في هذه الأيام: "ضرورة عدم توسيع الحرب"، مُتجاهلاً مواقف عربية ودولية تؤكد على ضرورة "الوقف الفوري للحرب"، مُستدركاً أنه سيُبلّغ الإسرائيليين بضرورة منع سقوط مدنيين في غزة، وهذا التجاهل لقضية وقف النار يُسمى في علم السياسة "التأطير" (Framing)، وقد برع ساسة الغرب وإعلامهم في استخدامه، عندما يتعلق الأمر بحقوق من هم من خارج عالمهم!
"معركتنا لم تصل إلى مرحلة الانتصار بالضربة القاضية، ما زلنا نحتاج إلى وقت، حتى نكون واقعيين، ولكنّنا ننتصر بالنقاط، ننتصر ونغلب بالنقاط"؛ هذا ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وهو الأول له بعد إندلاع حرب "طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.