سوف ينتصر فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا ثم يخسر نتائجها. ربح نابليون حروب أوروبا وخسر نتائجها. ربح هتلر وخسر النتائج. نابليون رضي بالنفي. هتلر انتحر. بوتين لا ندري.
سوف ينتصر فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا ثم يخسر نتائجها. ربح نابليون حروب أوروبا وخسر نتائجها. ربح هتلر وخسر النتائج. نابليون رضي بالنفي. هتلر انتحر. بوتين لا ندري.
تلجأ الدول ذات المكانة العسكرية والاقتصادية في حالة الحروب إلى شيطنة خصومها لزوم التعبئة النفسية وصناعة وعي متطرف يبرر قتل الخصوم وتدمير ممتلكاتهم بلا هوادة، والأهم هو توحيد كراهية مواطنيها وتوجيهها باتجاه واحد، فالكراهية ـ كما ذهب أنطون تشيخوف ـ أكثر قدرة من الحب على جمع الحشود.
غريب أمر بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي، من الجمهوريين بخاصة، الذين يطالبون باتخاذ مواقف أمريكية في الحرب الأوكرانية أشد تطرفا. أحدهم وهو من زعماء الحزب الجمهوري يطالب برأس الرئيس فلاديمير بوتين وآخرون بإرسال طائرات أمريكية لأوكرانيا وفرض حظر جوي وتصعيد الحصار الجبار حول روسيا. هؤلاء يعلمون أن أوكرانيا، في ذهنية الهيمنة الغربية، ليست أكثر من طعم لاستدراج روسيا إلى هاوية السقوط. هم يعلمون وآخرون خارج أمريكا أيضا يعلمون ويدركون خطورة هذا الجانب الهدام في استراتيجيات الهيمنة.
لا شك أن ولي العهد السعودي يُدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان الوحيد من بين قادة العالم قرّر مصافحته بحرارة خلال قمة دول العشرين في الأرجنتين في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2018، في حين تجنبه بقية الزعماء، وأولهم صديقه الرئيس دونالد ترامب، وكان ذلك بعد نحو شهرين من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول على يد فرقة إغتيال سعودية.
غالبا، ما يأتي فلاديمير بوتين على ترداد السيرة التاريخية لأحد أهم قياصرة روسيا بطرس الأكبر (1672ـ1725) ويردد مصطلحاته ومفاهيمه، وكلها يندرج في إطار امبراطوري يتجاوز المفهوم السائد لـ"الدولة ـ الأمة"، وفي المقلب الآخر لم يخرج الغرب عن النظر إلى روسيا باعتبارها مشروعا أمبراطوريا لا ينكفىء، ومن الأقوال الشهيرة لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر "إن الروس يستبطنون دائما مشاعر امبراطورية، ولذلك يجب الحذر منهم على الدوام".
كان بلغ عدد العقوبات الغربية (لا سيما الأميركية منها) المفروضة على روسيا قبل 22 شباط/ فبراير الماضي 2754 عقوبة، ثم قفزت في أيام قليلة إلى نحو 5600. فتضاعفت بنسبة تزيد على 100%، وتفوقت بمراحل على العقوبات المفروضة على إيران وسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا.. أما تطور الأعمال الحربية فينبئ بالأعظم في الاستراتيجيا والاقتصاد معاً.
تكاثرت عروض الوساطة منذ بدء الاجتياح الروسى لأوكرانيا؛ وبالرغم من أن روسيا لم تستدع قوات النخبة والأسلحة فائقة التطور فى هذه العملية، فإن ضخامة الاجتياح واتساع رقعته، والعقوبات غير المسبوقة التى تلته، والهزات العنيفة التى أصابت الاقتصاد العالمى من جراء ذلك، أثارت الذعر لدى جميع دول العالم، وسارع العديد منها إلى عرض وساطته لتسوية النزاع. وسأتوقف عند ثلاث من الوساطات المطروحة وهى وساطة الصين وتركيا وإسرائيل.
عنصران إثنان يعتمد عليهما الغرب في الدفاع عن نظامه العالمي الذي أرساه مع سقوط جدار برلين: الأول، فرض حصار إقتصادي ومالي لا سابق له حول روسيا وعزلها عن بقية العالم، والثاني، دعم أوكرانيا بالسلاح النوعي من دون التورط مباشرة بالحرب، حتى لا يضطر إلى إرسال قوات برية ونشوب مواجهة تفضي إلى "حروب لا تنتهي " أو إلى حرب عالمية ثالثة.
يوآف ليمور، المحلل السياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية القريبة من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتيناهو، يقرأ في مسارات فيينا النووية ربطاً بـ"الفرصة الأوكرانية".. وإحتمالات إنخفاض سقف إدارة جو بايدن.
أن تتسمر لأيامٍ وليالٍ أمام الشاشة الصغيرة بحثاً عن "قضية واحدة"، ستجد نفسك أمام أحد إحتمالين: نفور أو حماسة. مع فلاديمير بوتين، أنت محكوم بأن لا تروي عطشك؛ لذلك، لا بد من قرار في نهاية المطاف. يكفي هذا المنسوب من البحث.. وصار وقت الكتابة. هيا بنا.