مئة إصابة بإطلاق النار إحتفالاً بالسنة الجديدة في العراق المخضب بكل الدماء. مئة مليون دولار تقدير كلفة إطلاق النار، للمناسبة نفسها، في لبنان الغارق في الإفلاس.
أشكو لكم حبّاً مستحيلاً، من طرفٍ واحد، أهيمُ بحبّ مدينة، أعبدُ وجنتيها، لكنّها تُعرِضُ عنّي، ولا تسكبُ نبيذها في روحي.
منذ حوالي الشهر ومن بين كل شوارع العالم الخطيرة والمحكومة من قبل العصابات، اتجهت الأنظار نحو شارع صغير يفصل بين الشياح وبدارو (عين الرمانة) فى مدينة بيروت. استطاع شارع بما يرمز إليه من تاريخ وسياسة ودم وبشر وحجر أن يستقطب معظم القنوات الإعلامية، المحلية والأجنبية، ناهيك عن استعادة مفردات من قاموس الحرب الأهلية اللبنانية.
أليست مغامرة حين تبادر شاعرة وإعلامية سوريّة على تأسيس صالون ثقافي في بيروت وفي هذه الظروف القاسية التي تمرّ بها العاصمة اللبنانية؟ ثم لماذا الآن؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة للنخبة الثقافية التي عاضدت مشروعها؟ وماذا تستهدف من ذلك؟
مارك أ. ثيسن، هو كاتب أميركي. في مقالته الأخيرة في "واشنطن بوست" (صفحة الرأي)، يقارن بين الإنسحاب الأميركي من كابول والإنسحاب الأميركي من سايغون، ليخلص إلى أن ما نراه "هو أسوأ بكثير من فيتنام.. إنه تكرار لبيروت 1983"!
حديث أهل الشام اليومى متشابه جدا إلى حد التطابق وهو يختلف بعض الشىء عن تلك المدن البعيدة والقريبة أيضا. يبدأ وينتهى بالسؤال عن الكهرباء والبنزين والماء ومن ثم توابعها من التواصل والإنترنت وزيارة الأحبة والبعد عن المدن الساحلية الرطبة إلى نقاء ولسعة برودة الجبال.
يبدو لبنان اليوم وكأنه لوح من الثلج يذوب فى الشمس، جبل تتدحرج من أعلى قمته قطع الواحدة تلو الأخرى بعد أن تنفصل عن باقى البلد. هنا تقع قطعة اقتصاد، هنا تصدع يشرخ المجتمع، هنا يتدحرج القطاع الصحى فأسمع أصواتا من داخل مشافى بأسرها لم تعد تعمل.
سال حبر هذه القصيدة بصورة عفوية في صبيحة الخامس من آب/أغسطس 2020، حزناً على بيروت وأهلها المكلومين.