هل سيوقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عدوانه على لبنان؟ أغلب الظن أن الإجابة هى لا.
هل سيوقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عدوانه على لبنان؟ أغلب الظن أن الإجابة هى لا.
مهما كانت التّسميات التّفصيليّة المعتمدة الآنَ أو بعدَ حين، فلا شكّ في أنّنا دخلنا في نوع حقيقيّ وخطير من أنواع المواجهة المفصليّة مع العدوّ الاسرائيليّ في الساعات والأيام الأخيرة.. خصوصاً بعد عشرة أيام حافلة بالاستهدافات دشّنتها مجزرة تفجير أجهزة الاتّصالات ("بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية)، ولم تنته باستهداف قيادة حزب الله وقصف أحياء بكاملها في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (الجمعة).
يختلف المسؤولون الاسرائيليون حول مسألة تصعيد المواجهات مع حزب الله في لبنان. ففي حين يعتقد بعض الجنرالات الصقور أن التصعيد يمكن أن يُجبر حزب الله على التراجع، يقول جنرالات آخرون إنه يتعيّن على إسرائيل أولاً حسم الحرب في غزَّة قبل فتح أي معركة جديدة، بحسب رونين بيرغمان في "نيويورك تايمز" (*).
أتيحت لي فرصة استدراج الآراء حول التوصيف المناسب لمواقف عديد الأطراف من المشروع الذي أقسم بنيامين نتنياهو وحكومته وبعض حلفائه على تنفيذه في الشرق الأوسط وجاري بالفعل تنفيذه بتكلفة مادية وبشرية باهظة. تجمعت عندي أوصاف كثيرة لهذه المواقف بعضها غير لائق تكراره وبعض آخر يعكس حيرة وارتباك وبعض ثالثٍ راضٍ ومؤيد مع تحفظ وبعض رابعٍ راضٍ ومؤيد بدون قيد أو شرط.
وأخيراً نشبت الحرب بين لبنان وإسرائيل من دون إعلان واتخذت المواجهة العسكرية شكلاً جديداً يختلف عن الحروب السابقة ولا سيما حرب تموز/يوليو ٢٠٠٦.
بعد قرابة السنة من عملية السابع من أكتوبر (2023)، وبعد حجم الدمار والقتل والإبادة التي جاءت رداً عليها، لا بدّ للمرء أن يتساءل عن جدوى هذه العملية التي أعطت للعدو الإسرائيلي ذريعة لجعل غزة مكاناً غير قابل للعيش فيه، ولإبادة شعبها وتهجير من بقي منهم، وتقطيع أوصالها، ووضع الخطط لإقامة المستوطنات فيها، وهذه خطوة هامة نحو تحقيق نقاء القومية اليهودية داخل "إسرائيل"، والتخلص ممن بقي من السكان الفلسطينيين.
تتواتر مقدمات وشواهد أننا بقرب عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة على الجبهة اللبنانية قد تنزلق بالتداعيات إلى حرب إقليمية مدمرة.
بتوجيه ضربات غير مسبوقة ومتتالية على مدى أيام لـ"حزب الله"، يُكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن العمل العسكري لا يتناقض مع الديبلوماسية، لا بل يُعزّزها، لتحقيق هدفه المعلن بتغيير الواقع العسكري والأمني في الجبهة الشمالية، بما يؤمن عودة النازحين من سكان مستوطنات الشمال.
بالنسبة إلى حزب الله، ما زالت الحرب بينه وبين "إسرائيل" في ما تسمى "الجبهة الشمالية" هي حرب إسناد لغزة. بالنسبة للدولة العبرية صارت "حرباً وجودية" تتجاوز بأهدافها وأبعادها الحرب المستمرة على أرض قطاع غزة منذ حوالي السنة.
لم تشغل قضايا السياسة الخارجية إلا حيزاً ضئيلا من كل المناظرات الرئاسية التى جمعت الرئيس السابق دونالد ترامب سواء بجو بايدن أو خليفته كامالا هاريس. ويتفق هذا مع القول الشهير إن كل السياسات محلية، بل ومحلية جدا فى الحالة الأمريكية.