ما حدث فعلا هو طوفان أطاح بهيبة إسرائيل وسمعة جيشها ومخابراتها وأجهزة أمنها خاصة وأن الصفعة القوية لم تأتِ من دولة أو جيش نظامى بل من حركة صغيرة فى إقليم لا تتجاوز مساحته الـ 365 كيلومترا مربعا.
ما حدث فعلا هو طوفان أطاح بهيبة إسرائيل وسمعة جيشها ومخابراتها وأجهزة أمنها خاصة وأن الصفعة القوية لم تأتِ من دولة أو جيش نظامى بل من حركة صغيرة فى إقليم لا تتجاوز مساحته الـ 365 كيلومترا مربعا.
إلى أي مدى يمكن أن تتطور المواجهة بين المقاومة وجيش العدو على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة؟ وإلى أي مدى ستؤثر هذه الجبهة على السلوك الإسرائيلي التدميري في غزة؟
يُسطّر الشعب الفلسطيني، يوماً بعد يوم، فصلاً خالداً في ملحمته الأسطورية المستمرة منذ 75 عاماً، ويُواجه بالصدر العاري آلة الحرب الصهيونية المدعومة من الرجعيات العربية والترسانة العسكرية الإمبريالية. في هذه المقالة، أقارب آفاق القضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة وما يُمكن أن تتعرض له ـ ومعها حركة التحرر الوطني العربية ـ من مجزرة جديدة يُراد لها أن تكون الأخيرة.
خطاب 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، قد يكون بأهمية "خطاب النصر" في 22 أيلول/سبتمبر 2006، لا في مضامينه فقط، وإنما الأهم، فيما يتعلق بحتمية تعامل "السيد" مع الآمال الفلسطينية العالية، وربما المبالغ فيها أحياناً، من جانب الجمهور اللبناني خصوصاً والعربي عموماً.
نحن أمام حدث زلزالي تاريخي في منطقتنا، وفي الوقت نفسه، نواجه عدواناً أمريكياً - غربياً - إسرائيلياً هدفه تصفية قضية الشعب الفلسطيني، وبالتالي، يصبح السؤال البديهي: أين أحزاب اليسار العربي من كل ما يجري عندنا ومن حولنا؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً إخبارياً أعده كل من رونين بيرغمان (إسرائيل) ومارك مازيتي (واشنطن) وماريا أبي حبيب (لندن)، يتناول التحذيرات الإسرائيلية السابقة لعملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/اكتوبر. تزامن التقرير مع ما كشفه وزير الحرب الأسبق أفيغدور ليبرمان من أنه كان وجه رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العام 2016 حذره فيها من سيناريو مشابه إلى حد كبير مع ما حصل في 7 تشرين/أكتوبر.
لطالما تمكن بعض الحكام والزّعماء العرب والمسلمين، من امتصاص نقمة الجماهير وغضبها، من خلال مسرحيّات خطابيّة ليست فقط خارج أي تأثير أو فعل، بل على العكس، كانت تَسْتر السلوك الشائن والخائن لهؤلاء تجاه القضيّة الفلسطينيّة.
أوقعت إسرائيل نفسها في معضلة كبيرة، عندما حددت لنفسها هدفاً عالياً بحجم "سحق حماس" والقضاء على بنيتها العسكرية والسياسية في قطاع غزة. هذا الهدف لا يمكن تحقيقه من دون اجتياح بري كامل للقطاع حشدت له إسرائيل مئات الآلاف من جنود الإحتياط، وبدعم عسكري وسياسي أميركي بلا حدود.
الضابط الإسرائيلي إسحق بريك، تقاعد في العام 2018، ومنذ ذلك التاريخ صار صوته مسموعاً جيداً في الأوساط العسكرية والسياسية في إسرائيل. مع بدء حرب "طوفان الأقصى"، إستدعاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرتين للاستماع إلى رأيه وهو من دعاة فرص حصار على غزة لمدة أشهر لأن إسرائيل ليست جاهزة للحرب البرية ولا جبهتها الداخلية جاهزة لحرب طويلة! في ما يلي نص التقرير الذي أعده الزميل خلدون البرغوثي من أسرة موقع "مدار":
أحزنُ كثيراً، في داخلي، عندما أتحاور مع بعض أهلي اللّبنانيّين، خصوصاً منهم الشّباب، وفي سياق ما يجري حولنا اليوم، لا سيّما في غزّة الحبيبة وفي فلسطين المحتلّة. لا أُبدي هذا الحزنَ أمامَهم دائماً، ولكنّني مقتنعٌ بأنّنا أمام مشكلة حقيقيّة وعميقة.. وكبيرة في هذا المجال.