ليس الصراع حول التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان إلا حلقة من حلقات التجاذب للحصول حيناً، والتغطية أحياناً أخرى، على مكاسب سياسية وسلطوية ورئاسية ومادية.
ليس الصراع حول التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان إلا حلقة من حلقات التجاذب للحصول حيناً، والتغطية أحياناً أخرى، على مكاسب سياسية وسلطوية ورئاسية ومادية.
وفق الدستور، إذا لم يتأجل موعد الإستشارات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية، حسبما هو مقرر يوم الخميس في 22 تشرين الأول/أكتوبر، فإن سعد الحريري سيُصبح رئيساً مكلفاً، هل لهذا المسار أن يتبدل أو يتعدل؟
تُعتبر قضية رفع الدعم جزئياً أو كلياً عن المحروقات والأدوية والطحين وحوالي 300 سلعة غذائية في لبنان، سياسية بامتياز، برغم انشغال الكثيرين في هذه الأيام بتقنيات ذلك الدعم وأرقامه ومآلات المس به.
عناوين عديدة تُميّز هذا الأسبوع اللبناني الطالع، أولها إنطلاق مسار مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، برعاية دولية ـ أميركية؛ مشاورات تكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية؛ التدقيق الجنائي بحسابات مصرف لبنان المركزي؛ وقضية وقف الدعم الحكومي عن مواد أساسية كالمحروقات والدواء والمواد الغذائية.
لم يعد سرّاً أن تحديد خسائر مصرف لبنان مثّل أبرز شروط صندوق النقد الدولي في جلسات التفاوض مع الوفد اللبناني، فيما يعتبر الفرنسيون أن التدقيق الجنائي مفصلي بالنسبة للبنان، بحسب ما تسرّب من لقاءاتهم مع وفد جمعيّة المصارف مؤخراً. عملياً، مسار التدقيق الجنائي إنطلق، فيما تكثر التساؤلات حول مآلاته وما سيكشفه، أما الأهم، فهو مصير حاكم المصرف المركزي وموقعه في "التركيبة" خلال وبعد عمليّة التدقيق هذه.
لم تسر الرياح كما إشتهى حاكم مصرف لبنان في مذكرته الأخيرة التي أعلن فيها عن تشكيل لجنة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي. فقبل أن يمضي عشرة أيام على إصدار المذكرة، أعلنت لجنة الرقابة على المصارف في كتاب رسمي للحاكم إعتذارها عن المشاركة في اللجنة، كما نصت على ذلك المذكرة، معللة الأمر بالتضارب الناشىء بين دور لجنة الرقابة على المصارف المحدد في القانون، والدور الذي يُفترض بلجنة إعادة الهيكلة الإضطلاع به.
في نيسان/ أبريل 2020، قررت حكومة حسان دياب التعاقد مع ثلاث شركات دولية لأجل التدقيق في حسابات مصرف لبنان المركزي، وهذه الشركات هي KPMG وOliver Wyman و Kroll. لم تمض ساعات قليلة على إتخاذ القرار حتى بدأت مرحلة تجاذب إنحصرت حول هوية شركة kroll الأميركية.
دخل لبنان يوم الإثنين الماضي مرحلة التفاوض المباشر مع صندوق النقد من خلال جلسة تمهيديّة، تلتها جلسة عمليّة أولى (الأربعاء)، وبرغم الأجواء المتفائلة، يبدو أن لبنان دخل مرحلة التفاوض بنقطة ضعف كبيرة، تتمثل في غياب التنسيق بين الأطراف الرسميّة اللبنانية المعنيّة؛ أوّلاً، من ناحية تحفّظ مصرف لبنان على خطّة الإصلاح الحكومي التي يُفترض أن تشكّل ورقة عمل الدولة اللبنانية كلها في مفاوضاتها مع الصندوق؛ وثانياً، من خلال عدم وجود إجماع سياسي داخلي على مقاربة الملف.
حتماً لا تكفي الحجج التي ساقها سليمان فرنجية في إطلالاته لإسقاط العهد. لكنها حتماً تكفي وتزيد لإعلان أن المعركة على رئاسة الجمهورية قد بدأت قبل أوانها. ما فعله فرنجية انما كان يستكمل آخر حلقات المعركة. أما البداية، فقد افتتحها جبران باسيل. فما أن وصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، حتى راح الصهر يشق مساره إلى وراثة ثانية تروم سدة الرئاسة الأولى هذه المرة.
لا أحد كبيراً من الدول والكيانات والأشخاص، أمام كورونا. يسري ذلك على البشرية بأسرها، فكيف عندما يختلط بنار الدولار والسياسة والأمن والطوائف و"الأمم" في لبنان؟ لننتظر أياماً قاتمة جداً. هذا ليس بتهويل، إنما عبارة عن تحليل لا أكثر ولا أقل.