لبنان أصبح مدعاة يأس. تأليف الحكومات في لبنان أصبح أعقد من صياغة نظام عالمي جديد. ما بين لبنان البلد ولبنان الدولة، لا بد من محاولة تلمس المخارج.
لبنان أصبح مدعاة يأس. تأليف الحكومات في لبنان أصبح أعقد من صياغة نظام عالمي جديد. ما بين لبنان البلد ولبنان الدولة، لا بد من محاولة تلمس المخارج.
في ذروة التنافس الاميركي الصيني على زعامة العالم، يخطف فلاديمير بوتين مجددا الاضواء على المسرح الدولي، وكأنه يقول للجميع: مهلاً، لا يمكن رسم مستقبل الارض من دون روسيا، فكيف استطاع هذا الرجل، في عقدين من الزمن، رد الاعتبار لموسكو بعد الانهيار العظيم لهيكلها السوفياتي، ووصولاً إلى إعادة خلط الاوراق الجيوسياسية على المستوى الكوني؟
بعد العلاقات الثنائية، التي لها الأولوية على جدول أعمال قمة جنيف بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين الأربعاء المقبل، سيكون الملف السوري من بين مواضيع النقاش التي سيتناولها الرئيسان، لكن كلاً من منطلقه على غرار أزمات إقليمية أخرى تختلف واشنطن وموسكو على كيفية مقاربتها.
بُعيد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، طُرحت أسئلة كثيرة حول علاقة حركة "حماس" بالمحور الممتد من بيروت إلى طهران مروراً بدمشق.
لم يكد ينفض الشرق السوري غبار الجفاف الذي ألمّ به خلال العقد الماضي، وينتعش جزئياً في بضعة أعوام، حتى عاد الجفاف مرة أخرى بصورة أشد ضراوة، وتزامن مع استمرار تركيا في حبس مياه نهر الفرات من جهة، وإصرار "قسد" على منع خروج القمح (السلعة الاستراتيجية) من مناطق سيطرتها، الأمر الذي ضاعف من جرح المنطقة التي تعتبر خزان القمح السوري.
مع تثبيت محمد بن سلمان ولياً للعهد في ٢١ حزيران/ يونيو ٢٠١٧، أصبحنا عملياً أمام مملكة عربية سعودية جديدة. الأمير الشاب صاحب الطموحات الخطيرة، لا يمكن التعامل معه إلا بوصفه يمثل القيادة المستقبلية لأكبر دولة خليجية وأغنى دولة عربية.
لم تمض ساعات قليلة على تصريح بنياميبن نتنياهو الذي قال فيه "إذا احتجنا إلى الاختيار، بين الاحتكاك مع صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة، وإزالة التهديد الوجودي (الإيراني)، فإن إزالة التهديد الوجودي هي التي تتغلب"، حتى كان وزير دفاعه بني غانتس يتوجه إلى واشنطن ويلتقي عدداً من المسؤولين الأميركيين.
المزيد من الضغوط تنتظر أكراد "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، في ظل "ضبابية" الموقف الأميركي المتردد، والتهديدات التي طالت أحد أبرز مصادر دخلهم، المتمثل بالنفط السوري، الذي تعرضت المشاريع التي بنيت حوله لتجميد قد تنتهي بسحبه وإعادته إلى دمشق بشكل مباشر، أو عبر موسكو.
تبيح الممارسة السياسية في الشرق إسقاط الحقائق وتشويهها، وعلى الأغلب يعمل السياسيون في هذا الشرق الرديء، على تصوير الفعل السياسي بأنه مقارعة بين الحق والباطل، وحين تتبدل المعادلات وتنقلب الخصومات والنزاعات تفاهمات وتحالفات، يُعاد النظر في كل خطاب سبق، بما فيه أسئلة الحقانية والبطلانية كما يقول أهل الفلسفة.
"يجب أن تقر واشنطن بأنها لا تستطيع بناء دولة"، هكذا افتتح روبرت إس فورد السفير الأمريكي في سوريا (2011-2014)، مقالة له في "فورين أفيرز" يعرض فيها لفشل الإستراتيجية الأمريكية في سوريا في مرحلة دونالد ترامب، ويقدم سلسلة إقتراحات إلى إدارة جو بايدن بشأن الملف السوري ومستقبل علاقات الولايات المتحدة بالأكراد والروس والأتراك تبعاً لتطور الملف السوري.