
ما يزال العالم بأسره تحت تأثير بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما سيكون لها من نتائج وتداعيات على عديد الملفات الإقليمية والدولية، ولا سيما منها ملف العلاقة الإيرانية الأمريكية ومن خلالها مستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
ما يزال العالم بأسره تحت تأثير بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما سيكون لها من نتائج وتداعيات على عديد الملفات الإقليمية والدولية، ولا سيما منها ملف العلاقة الإيرانية الأمريكية ومن خلالها مستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وصول مسعود بزشكيان إلى السلطة في إيران يُعتبر دون شك انتصارًا كبيرًا للإصلاحيين الإيرانيين. تولّى الرجل رئاسة دولة إقليمية وازنة في لحظة اندلاع صراع هو الأول من نوعه مباشرة بين إيران وإسرائيل، وذلك في سياق دينامية صراعية أطلقها السابع من تشرين الأول/أكتوبر على أرض فلسطين المحتلة، قبل أن تتمدد إلى ساحات أخرى في كل من لبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران.
بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ولايته الرئاسية الثانية مبكراً، وكاد ينتهي في زمن قياسي من اختيار فريق ادارته المقبلة، معتمداً على قاعدة الولاء له والمؤمنين بسياسة "أميركا أولاً". ويستعد الأميركيون ومعهم العالم لعودة الولايات المتحدة إلى حقبة الإنعزال ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.
كثيرون ممن تابعوا الحملة الإنتخابية الرئاسية في إيران، لاحظوا أن شريحة واسعة من التيار الإصلاحي لم تعط بالاً لمسعود بزشكيان ولا تؤيد مواقفه، وثمة شريحة لا يستهان بها من التيارين الأصولي والمعتدل أعطت أصواتها لبزشكيان، بما فيها كتلة ناخبة كانت اقترعت للرئيس الراحل ابراهيم رئيسي، علامَ يدلُ ذلك؟
أنهت إيران استحقاق الرئاسة بصورة تتناغم مع متوالية الانتخابات الرئاسية الإيرانية في العقدين الأخيرين: رئيس إصلاحي/ أو معتدل ثم رئيس أصولي/ أو مبدئي، والعكس صحيح.
في الوقت الذي تنشغل فيه إيران بانتخاباتها الرئاسية المبكرة، إثر وفاة رئيس جمهوريتها إبراهيم رئيسي بحادث تحطم طائرة، صعّدت الدول الغربية مواقفها من إيران، سواء بإصدار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرار ادانة بحق طهران تقدمت به الترويكا الأوروبية وأيّدته الولايات المتحدة أو باطلاق مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي تصريحات يُحذّر فيها من مخزون اليورانيوم المُخصّب والذي أدرجه في خانة سعي إيران بلوغ مرحلة انتاج السلاح النووي.
على عكس ما يعتقد كثيرون، ثمة حيوية تُميّز المشهد السياسي الإيراني، بدليل الحركية الداخلية من جهة والتفاعل مع معطيات الخارج من جهة ثانية. سأتطرق في مقالتي هذه إلى ثلاثة أحداث ما زال الشارع الإيراني يضج بها حتى يومنا هذا.
في مناطق عديدة من طهران، عادت الحياة إلى ما كانت عليه سابقاً. وعاد الكثير من الجمر ليستقر تحت الرماد إلى حين. لكن الصوت الذي سمعه الجميع في إيران لم يخفت بعد، في ساحات بعض الشوارع، في المدن، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والأهم داخل البيوت وفي المقاهي والجامعات، بل وحتى في الحوزة الدينية.
يقول محمد جواد ظريف قبل أشهر على تركه منصبه وزيراً للخارجية الايرانية: "ظروف اليوم لن تتكرر بعد ستة أشهر والعالم سيكون عالما آخر، كل شيء يتغير".. وهذا ما حدث بالفعل. كيف؟
معظم المؤشرات لا تشير الی أن جولة 27 ديسمبر/كانون الأول من مفاوضات فيينا النووية ستكون نقطة تحول كبيرة في الدبلوماسية الإيرانية لكنها ربما تستطيع دعم الجهود المبذولة من جميع الأطراف.