لم تكن إنتخابات 2021 في العراق مفصلية كما سيق لها من شعاراتٍ وآمال. لن تؤسس لواقع جديد بقدر ما تُعبّر عن واقع بلد مأزوم، وما نسبة الاقتراع المخيبة للتوقعات إلا إعلاناً بأن البديل الجدي عن الواقع السياسي الحالي لم ينضج بعد.
لم تكن إنتخابات 2021 في العراق مفصلية كما سيق لها من شعاراتٍ وآمال. لن تؤسس لواقع جديد بقدر ما تُعبّر عن واقع بلد مأزوم، وما نسبة الاقتراع المخيبة للتوقعات إلا إعلاناً بأن البديل الجدي عن الواقع السياسي الحالي لم ينضج بعد.
يخضع البيان الإستثنائي الذي أصدرته المرجعية الدينية العليا المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني، الأربعاء الماضي، للتدقيق في كل عبارة من عباراته، وذلك على مسافة أيام من الإنتخابات العراقية المقررة يوم الأحد المقبل، فهل يُشكل لحظة تحوّل ونقطة مفصليّة في السباق الانتخابي؟
تعرض مراسلة "ميدل إيست آي" للشؤون السياسية والأمنية في العراق سعاد الصالحي في تقرير لها من بغداد لحيثيات الحضور الفرنسي في العراقي، ربطاً بقرار الإنسحاب الأميركي من هذه الساحة مستقبلاً. كما تعرض لما يريده رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي بأن يكون العراق وسيطاً إقليمياً لضمان فوزه بولاية ثانية في رئاسة الحكومة.
في عالم الدبلوماسية، ليس كل ما يجري نفيه، لا وجود له، فالكتمان والغموض ركنان أساسيان من عالم الدبلوماسية. أثير في الساعات الأخيرة أن السعودية وإيران تواصلتا عبر القنوات الأمنية على أرض العراق. فما هي قصة الوساطات بين هاتين الدولتين؟
يقول الشاعر العربي الكبير نزار قباني: "ما دخل اليهود من حدودنا وانما.. تسربوا كالنمل من عيوبنا". هذه نماذج من الأواني المستطرقة للفساد والإسئثار من بيروت إلى بغداد.
كثر الحديث مؤخراً عن تطورات عسكرية في الساحة العراقية. لم يقتصر الأمر على تحذيرات صادرة عن بعض فصائل المقاومة الحليفة للإيرانيين من تحركات مريبة قد تحمل في طياتها إحتمال إقدام الأميركيين على توجيه ضربة عسكرية مفاجئة، بل كان لافتاً للإنتباه أن بعض الإعلام الأميركي إنخرط في تلك التسريبات. ثمة مناخات تشي بالتهدئة على وقع محاولات تأليف حكومة عراقية جديدة، كيف؟
أسبوعٌ مرّ على اعتذار محمد توفيق علاوي عن تكليفه كرئيس للوزراء في العراق. الارتباك سمة تعامل الطبقة السياسية مع بديله. أسهم رئيس جهاز المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي ترتفع، غير أن العنوان السياسي تراجع في ضوء إحتلال العراق المرتبة 26 عالميا في عدد الإصابات بالكورونا وإنهيار أسعار النفط عالمياً.
دخل العراق في خضم أزمة سياسية عميقة ومفتوحة بعد فشل محمد توفيق علاوي في تقديم كابينته الوزارية إلى مجلس النواب وبالتالي عجزه عن نيل ثقة غالبية الكتل السياسية، الأمر الذي دفعه إلى الإعتذار عن الاستمرار في منصبه. أزمةٌ قد تفتح الأبواب على المزيد من الإحتقان السياسي والفوضى الأمنية، في ظل احتدام الاشتباك الإيراني ـ الأميركي، من جهة وطغيان هاجس فيروس كورونا على ما عداه في معظم عواصم المنطقة والعالم، من جهة ثانية.
يزداد المشهد العراقي تعقيداً. صارت بغداد في صلب الإشتباك الكبير في المنطقة. لا يريد الأميركي الخروج منها خاسراً ولن يقبل الإيراني إلا أن يكون رابحاً بإمتياز. الإنقسام الطائفي الذي شاب التصويت على قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق، بدأ يتمدد في إتجاهات أخرى خطيرة. بعض المكونات تلوح بخيار الإقليم السني. ثمة حديث عن مليونيات ربطاً بالمشهد السياسي الذي يزداد تأزما، فيما الحراك الشعبي في الشارع العراقي يستعد لفصل جديد في الأيام المقبلة.
خادمٌ وعاشقٌ ومقاوم وناصحٌ وثائر وقائد. تركيبةٌ جُمعت في شخصية سياسية - دينية واحدة، لا يمكن الإحاطة بها بمعزلٍ عن فهم أبرز محطاتها منذ سطوع نجمها غداة سقوط نظام البعث في عراق ما بعد العام 2003.