عندما يكون الدور هو سبب منشأ بعض الدول، لا يعود مدعاة للدهشة أن تصير هذه الدول عرضة للإهتزاز أو أن تمر بأعراض وجودية، كتلك التي أصابت لبنان في مئويته أو تلك التي تصيب الأردن في مئويته.
عندما يكون الدور هو سبب منشأ بعض الدول، لا يعود مدعاة للدهشة أن تصير هذه الدول عرضة للإهتزاز أو أن تمر بأعراض وجودية، كتلك التي أصابت لبنان في مئويته أو تلك التي تصيب الأردن في مئويته.
الأردن مأساة إغريقية لها من إسمها نصيب. وادي الأردن هو المنحدر السحيق الذي أطلق عليه سكانه اليونان والرومان لفظ "ثيم الأردن" للمقاطعة العسكرية آنذاك، ما يُجسد المأساة المستمرة منذ مائة عام. مأساة تصنعها حقائق الجغرافيا والتاريخ في هذه البقعة القلقة من الشرق الأوسط.
يوني بن مناحيم هو ضابط سابق في جهاز الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان). يكتب بشكل يومي في موقع "معهد القدس". في مقالته الأخيرة، يربط بين قرار زيادة تمثيل الأردن في مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس وبين ما تردد مؤخراً عن "مؤامرة" لقلب الحكم في الأردن.
العلاقات السعودية - الأردنية "ليست على ما يرام" برغم تصريحات الدعم السعودية المتكررة للعاهل الأردني عبدالله الثاني، والتي حرصت الرياض على تكرارها منذ اعلان عمان عن إكتشاف "مؤامرة" تهدد أمن الأردن واستقراره.
لم تتضح معالم ما يجري في الأردن حتى الآن، لكن عدم اعتقال ضباط كبار، وعدم وجود اية تحركات عسكرية في العاصمة وباقي المدن، يُضعف فرضية المحاولة "الانقلابية" ويرجح "العملية الإستباقية".. ولأسباب داخلية بالدرجة الأولى.
يتحدث ملك الأردن، الحسين بن طلال، في كتابه "مهنتي كملك" عن محاولة الإنقلاب العسكرية الفاشلة، التي قادها رئيس الوزراء الأردني سليمان النابلسي عام 1957، بالتعاون مع رئيس الأركان اللواء علي أبو نوار. يقول الملك الراحل إن العملية الإنقلابية "كانت تهدف إلى إقامة اتحاد فيدرالي مع مصر الناصرية وتحويل الأردن إلى دولة تابعة لروسيا السوفياتية".
كتبت محللة الشؤون العربية في "يديعوت أحرونوت" سميدار بيري مقالة اليوم تطرقت فيها إلى ما جرى في الأردن، ليل أمس، عندما توالت الأخبار عن إعتقالات.. وصولاً إلى القول إنه تم إفشال محاولة إنقلابية للإطاحة بملك الأردن عبدالله الثاني. ماذا تضمنت مقالة سميدار بيري؟
مَنْ تابع أشواق الأردنيين من تجار وسائقي سرفيس على خط "عمّان - الشام" ومقاولين وسياسيين وكتاب يتحدثون خلف الأبواب المغلقة، وأحياناً يفشونها في تصريحاتهم للصحافيين وفي مقالاتهم، ومن زار دمشق بعد إعادة فتح معبر نصيب – جابر الحدودي في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2018 لا يمكنه أن يجد توصيفاً للحالة التي ملكت الشعبين إلّا أن "الناس مشتاقة". هذا الشوق الذي عبّر عن نفسه بتلقائية خلال العامين الماضيين، عكّر صفوّه الملحق التجاري الأميركي في عمان عندما هدد التجار الأردنيين إن تعاونوا مع دمشق، فبدأت العصي توضع في الدواليب، ليجد الأردني نفسه ضحية "قانون قيصر" الأميركي الساعي لحصار سوريا.