صندوق النقد الدولي حاضر. الأرضية اللبنانية جاهزة. ستمتثل حتماً. التوقيع ضروري. الانهيار حصل. هو ليل جحيمي. العتمة أبجدية النهارات. مؤلم جداً أن تعيش في خطر، وأن تشهد نهاياتك، وأن تكون لياليك كوابيس، وأن تنتظر الحطام.
صندوق النقد الدولي حاضر. الأرضية اللبنانية جاهزة. ستمتثل حتماً. التوقيع ضروري. الانهيار حصل. هو ليل جحيمي. العتمة أبجدية النهارات. مؤلم جداً أن تعيش في خطر، وأن تشهد نهاياتك، وأن تكون لياليك كوابيس، وأن تنتظر الحطام.
عندما سقط جدار برلين في مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، تحقّقت مقولة ألكسندر أرباتوف الذي يؤرَّخ اسمه كمستشار دبلوماسي لآخر رؤساء الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف. أرباتوف هذا، أعلن يومها موجِّهاً كلامه للغربيّين: "إنّنا سنؤدّي لكم أسوأ الخدمات. ذلك أنّنا سوف نحرمكم من عدوّ".
لا بدّ لكل جماعة تشكّل مجتمعاً من دولة. في غالب الأحيان، يتشكّل المجتمع في إطار الدولة. فهي سابقة زمنياً في حدوثها على المجتمع. يتنوّع كل مجتمع لما فيه من تعدد إثنيات ومذاهب وقبائل، ما يشكّل عوامل نابذة للسلطة المركزية.
أضاع لبنان أكثر من سنتين من دون التوصل إلى حلول مقنعة وعادلة لإحدى أكبر الأزمات الاقتصادية والمالية في التاريخ الحديث، ما دفع بممثلين للأمم المتحدة وصندوق النقد والبنك الدوليين إلى القول، في مناسبات مختلفة، إن ما يحصل "متعمد من طبقة سياسية وطائفية ومالية ومصرفية ترفض تحمل مسؤولياتها".
أيهما أهم. حليب الأطفال أم إنعقاد مجلس الوزراء؟ حبة الدواء أم قانون الإنتخاب، الإستشفاء أم اللجوء إلى المجلس الدستوري؟.
فلنتأمل أحوالنا في لبنان. ولنتأمل أحوال الاقليم. دولاً وانظمة وشعوباً. إننا في مدار السقوط. الكلمات والكتابات تتحدث عن القيادات والامراء والملوك والرؤساء. قلما نجد كلاماً صريحاً عن الشعوب.
بدل توزيع الخسائر، اختارت السلطة في لبنان، تخصيص الخسائر. حصة اللبنانيين الغلابى، الرضوخ للأسوأ. لا يُنتظر من هذه الحكومة، أو غيرها، إلا تعاظم المأساة ومراكمة أوهام "الإنتعاش والمساعدات".
يسمع اللبنانيون حالياً أصوات قرقعة الارتطام الكبير الموعود الذي بدأ ويتسارع وقوعه الحتمي يوماً بعد يوم، على أن يكون العام 2021 تاريخياً ستذكره الأجيال المقبلة، ويدخل في قائمة تواريخ مثل عام مجاعة 1915 والحرب الأهلية في 1975.
إعتمد لبنان في مدى 30 سنة أسوأ أنواع الدعم على الإطلاق. فإذا كانت الإتهامات توجه إلى الطبقة السياسية بأنها أهدرت وأفسدت وأساءت إدارة البلاد، فإن ملف الدعم هو الأخطر في ذلك الإنحراف المدمر الذي حرق الأموال وبدّد الموارد في أتون خيارات ظاهرها شعبي وباطنها مافيوي أدت الى الإفلاس.
كان اللبناني المهاجر لا ينظر إلى لبنان، إلا ويرى لبنانين: لبنان المحكوم ولبنان الحاكم.