"سأخون وطني". كان ذلك نصاً نبوئياً. بلاد تعيش في هذيان الرعب. أما الحرية فهي مضادة للاضطهاد، يتساءل "المواطن" (وهي تسمية مبهبطة) لماذا لم يتم الاعتراف بي كإنسان عادي جداً. مجرد إنسان فقط.
"سأخون وطني". كان ذلك نصاً نبوئياً. بلاد تعيش في هذيان الرعب. أما الحرية فهي مضادة للاضطهاد، يتساءل "المواطن" (وهي تسمية مبهبطة) لماذا لم يتم الاعتراف بي كإنسان عادي جداً. مجرد إنسان فقط.
أعاد سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد تحديد الاتجاهات والأولويات في ما يخص الواقع السياسي اللبناني، كأنّها لعبة الأواني المستطرقة، من بيروت إلى بغداد مروراً بدمشق.
إنّ تقييم نتيجة أي حرب في أي مكان وزمان تعتمد بصورة أساسية على نتائج الحرب، إذ لا يعقل أن يُصار إلى تقييم حدث ما قبل تبلور نهاياته. الحرب التي يشهدها الشرق الأوسط منذ لحظة "طوفان الاقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 هي من أعنف وأقسى وأطول الحروب التي شهدتها المنطقة، برغم أنها لم تنته فصولاً وتداعياتها ما تزال مفتوحة على احتمالات شتى.
مع انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية وإقرار اتفاق الطائف، أصبحت سوريا الحاكم الفعلي للمشهد اللبناني، حيث كرّست نفسها وصيّاً إقليمياً على القرارات السياسية الكبرى، وفي مقدمتها انتخابات الرئاسة. كان الرؤساء يُختارون بناءً على توافقات إقليمية ودولية ترعاها دمشق، التي كانت تفرض أسماء بعينها تحت شعار الحفاظ على استقرار لبنان.
عامَ 2006، بعد عُدوانِ الثلاثةِ والثلاثينَ يوماً الإسرائيليّ - الأميركيّ على لبنان، جدَّدتْ كوندوليسا رايس [وزيرة الخارجية الأميركية السابقة بين 2005 و2009] عبارة "الشرق الأوسط الجديد"، وأضافتْ بِدعتَها "الفوضى الخلَّاقة".
في 18 كانون الأول/ديسمبر 2024، شهدت العاصمة التركية أنقرة لقاءً لافتاً للانتباه بمضمونه وتوقيته بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي. هذا اللقاء الذي اتسم بالتركيز على قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، يعكس عمق العلاقة بين البلدين والرجلين، ويرسم ملامح شراكة استراتيجية تنمو وسط التحديات السياسية والأمنية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
تعيش منطقة الشرق الأوسط حالياً مرحلة خطيرة من مراحلها. فهذه المنطقة الواقعة على فوالق زلزالية متعددة، لم تهدأ أو تستقر منذ أكثر من مئة عام حملت في طياتها دماءً ودموعاً وويلات؛ قامت دول وتلاشت أخرى؛ قامت حروب وحدثت ثورات وانقلابات. ماذا بعد؟
"يقول الكاتب الفرنسي الشهير François de la Rochefoucauld: الشمس والموت لا يمكن التحديق بهما! وربّما كان كاتبنا يعني بالشمس، الملك لويس الرابع عشر الملقَّب بـ"ملك الشمس" (والذي عاصره Rochefoucauld). أستذكر قوله اليوم، لأنّني أرى أنّه ينطبق كثيراً على حال الصحافيّين الاستقصائيّين الذين يُصرّون على التحديق في الشمس، عندما يقارعون السلطة. وعلى التحديق في الموت، عندما يَلِجون الأخطار".
مع تحديد تاريخ التاسع من كانون الثاني/يناير 2025، موعداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، استعاد الوسط السياسي نقاشاً يتجدد مع هذا الإستحقاق الدستوري، حول العديد من المواد الدستورية.
ما هي نظرة باريس إلى مستجدات الوضع في كل من لبنان وسوريا؟ وكيف ستتحرك العاصمة الفرنسية في اتجاه هذين البلدين والتي تربطها بهما علاقات قديمة وتاريخية وتعتبر أن لها فيهما مصالح عميقة ومتعددة؟