
الأحجية الكبرى في لبنان، "حزّر فزّر"، هي التالية، وباللهجة العامية: "في دولة بلبنان أو ما في؟"، وبالفصحى، لمزيد من التوضيح والتعقيد في آن: لبنان دولة أم كيان أم ماذا؟
الأحجية الكبرى في لبنان، "حزّر فزّر"، هي التالية، وباللهجة العامية: "في دولة بلبنان أو ما في؟"، وبالفصحى، لمزيد من التوضيح والتعقيد في آن: لبنان دولة أم كيان أم ماذا؟
ليس من تفسير سياسي مُقنِع للتحرّك الدولي - العربي غير المسبوق لاحتواء أزمة النظام السياسي اللبناني، سوى التحوّلات التي طرأت على موقع لبنان وجعلته لاعباً إقليمياً يُحسب له حساب؛ ويعود ذلك بصورة رئيسيّة إلى دور حزب الله والمقاومة اللبنانية في المواجهة المتشعّبة مع إسرائيل، خصوصاً منذ عملية "طوفان الأقصى" وانخراط لبنان في حرب إسناد غزة.
على المجتمع اللبناني بأكمله أن يتفهّم هواجس الجنوبيين حتماً، فإسرائيل على حدودهم. وإنّ كفاح أهل جبل عامل وقرى العرقوب بوجه اعتداءات النظام الصهيوني المستمرّة على قراهم يرجع إلى الأيام الأولى لتأسيس إسرائيل، قبل أن يكون هناك مقاومة وقبل أن يوجد شيء اسمه حزب الله.
مع اكتمال النصاب الدستوري في لبنان بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة برئاسة القاضي نوّاف سلام واعادة فتح أبواب مجلس النواب أمام ورشة تشريعية إصلاحية مرتقبة في المرحلة المقبلة، تواجه السلطة التنفيذية الجديدة تحديات كبيرة تفرض عليها العمل الجدي والحثيث من أجل تحقيق أماني اللبنانيين. ومن أبرز هذه التحديات الآتي:
كان "بوليه-نيوكمب" أول ترسيم للحدود اللبنانية بين لبنان وفلسطين. سلخ "بوليه-نيوكمب" سبع قرى لبنانية وضمّها إلى الأراضي الفلسطينية، وهي: طربيخا، صلحا، المالكية، قَدَس، النبي يوشع، هونين وآبل القمح. كانت هذه القرى تتوزّع على طول الحدود بين لبنان وفلسطين، من رأس الناقورة غرباً، إلى الجسر الروماني شرقاً.
بعدَ الذي حلّ بهذا البلد، أقلّه منذ نهاية الصّيف الماضي، وبعد مشاهد التّشييع المهيب والتّاريخيّ وغير المسبوق لبنانيّاً للشّهيد الوطنيّ والإسلاميّ والأمميّ الكبير، سماحة السّيد حسن نصرالله ورفيقه الهاشميّ العامليّ؛ بعدَ هذا كلّه، ألم يحِنَ الوقتُ الذي يَنزلُ فيه الأفرقاء الرّئيسيّون في لبنان عن الشّجرة، لا سيّما منهم من حمل خطاباً عاليَ السّقف والتّطرّف في المرحلة الأخيرة؟
في العام 2000؛ عام تحرير الجنوب اللبناني، صار السيد حسن نصرالله رمزًا عربيًّا وأمميًّا وإسلاميًّا للمقاومة، وباتت صورته في كلّ منزل، بل مطبوعة، إضافة إلى القلوب، على تذكارات وأشياء وبات حبه وعشقه طبيعيًا في بلد لا في عالم لم يذق طعم الانتصارات منذ عقود طويلة.
ثمة سيرة مشتركة بين ثوار عالميين. لم يكن اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله ليحصل لولا الخيانة والاختراق الاستخباراتي. هنا يستحضرني ما قاله الثائر العالمي أرنستو تشي غيفارا عن هذا الموضوع: "إذا أردت تحرير وطن، ضع في مسدسك عشر رصاصات، تسع رصاصات لخونة الوطن وواحدة لعدوك، فلولا خونة الداخل ما تجرأ عدو الخارج على وطنك".
أما وقد ودّعنا سيد المقاومة الكبير الشهيد حسن نصرالله ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، آن لنا أن نكون جزءاً من ورشة مراجعة شاملة، على قاعدة أن المعركة التي خضناها من لحظة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 هي محطة في حربنا الطويلة مع الكيان الإحلالي العنصري التوسعي.
برغم الضغوط الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، شهد لبنان جنازة مليونية غير مسبوقة في تاريخه، شكّلت صدمة لأعداء المقاومة اللبنانية.